تقول القصة التاريخية ان زعيمان في العالم استخدما نفس الشعار لحملتيهما الانتخابية. الاول ادولف هتلر في ثلاثينات القرن الماضي عندما استخدم شعار"زعيم قوي لشعب قوي" في حملته الانتخابية للفوز في الانتخابات الرئاسية.. وقد فاز في تلك الانتخبات لتبدا مرحلة جديدة في تاريخ المانيا.. ومرحلة جديدة دامية في تاريخ العالم. نتج عن انتخاب هتلر صعود المانية النازية الى مسرح الاحداث العالمية وانتهت نهاية كارثية عام 1945، حيث خاض هتلر الحرب العالمية الثانية ضد الحلفاء.. وانتهت الحرب بتدمير كامل لالمانيا وسقوط الرايخ الثالث وتحطمت نظريا فكرة تصنيف شعوب العالم الى اعراق حسب درجة تفوقها.
اما الثاني فهو بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود الاسرائيلي الذي استخدم ذات الشعار "زعيم قوي لشعب قوي" كشعار رئيسي لحملته الانتخابية، وهاهو يفوز عمليا في هذه الانتخابات حيث استطاع مع احزاب اليمين المتطرف الاخرى الحصول على 63 مقعدا في الكنيست من اصل 120 مقعدا مما يضمن عمليا فوزه برئاسة الحكومة القادمة.
استخدم هتلر شعارا نازيا لحملته الانتخابية التي اوصلته الى السلطة.. وهو شعار ينطلق من فكرته الاساسية القائلة ان العرق الآري يتفوق على بقية الاعراق في العالم.. لذلك اعتبر نفسه زعيما قويا لشعب متفوق على الاخرين.. يا ترى ما الذي يعنيه نتنياهو عندما يستنسخ ذات الشعار بعد اكثر من سبعين عاما من استخدامه من قبل النظام النازي الذي يؤكد اليهود انه ارتكب ابشع المجازر بحقهم في المانيا ؟
مع انني لا اتفق مع مقولة ان التاريخ يعيد نفسه.. الا انه ربما يعيد نفسه في بعض الاحيان ليتيح لتجليات تاريخية ما ان تحدث ضمن سياقات فلسفية تعيد استنساخ التطورات التاريخية باشكال جديدة وربما مبتكرة.
والسؤال المهم في هذا السياق هو: ماذا لو استخدم زعيما عالميا آخر غير نتنياهو هذا الشعار في وقتنا الراهن؟ الجواب ان اسرائيل وعلى رأسها نتنياهو سيملؤن الارض احتجاجا .. واتهاما له بمعاداة السامية تماما كما حدث مع دبلوماسي بريطاني اثناء الهجوم على غزة.. عندما اخذ يصب جام غضبه على الاسرائليين لأن جنودهم يقتلون المدنيين من الاطفال والنساء في غزة.. ويوجه انتقادات لفظية حاده لهم.. فما كان من وزارة الخارجية البريطانية الا ان تسارع الى وقفه عن العمل وتحويله الى الى لجنه للتحقيق معه بتهمة معاداة السامية..!!
فهل لنا يا ترى ان نتهم نتنياهو بمعاداة السامية بسبب استخدامه لشعار نازي..؟؟