امتحان الثانوية العامة يَقرعُ أبوابنا
عريب الخطيب
22-11-2017 11:25 AM
اقتربت امتحانات الثانوية العامة للفصل الدراسي الاول لهذا العام 2017، واقتربت حالة الطوارئ وزادت حالة القلق والتوتر عند الطلبة والاهل والقائمين على العملية التعليمية رغم أن هذه الحالة متكررة كلما اقترب الامتحان في كل فصل دراسي وأصبحت أمراً اعتيادياً في المجتمع إلا أن" امتحان التوجيهي" لا يزال مسبباً للأرق والقلق والتوتر عند الطلبة والمعلمين والأهل والمجتمع وكل من يعمل في امتحانات الثانوية العامة حيث يبقى الجميع في حالة استنفار خاصة الطالب الذي يعمل بجد واجتهاد لاجتياز الامتحان بنجاح لتحقيق أعلى العلامات والدرجات التي تُمَكنه من الالتحاق بالجامعات.
والحقيقة أن الطلبة الذين يصيبهم القلق والتوتر هم من لم يهتموا بالدراسة ومتابعتها خلال الفصل الدراسي وأضاعوا الوقت وبدأوا بدراستهم قبل الامتحان بوقت قصير ليجدوا انفسهم مضغوطين بزخم المادة وبزمن ضيق لا يُسعفهم لإكمال ما فاتهم من مادة دراسية تتطلب المراجعة والدراسة، هؤلاء من يتأثرون سلباً لأنهم يعجزون عن التركيز فلا تتحمل عقولهم الجهد المضاعف الذي يبذلونه لمتابعة ما فات عليهم ولا يمكن متابعة ذلك الزخم من مواد دراسية بوقت قصير فتبدأ معاناتهم بسبب الأرق والتوتر والقلق وعدم الاستعداد السليم للامتحان والذي لا يكون بين ليلة وضحاها بل بجهود تامة مبذولة طيلة الفصل والانضباط في الدراسة من خلال برنامج منظم يومي او أسبوعي ومراجعة متكررة للمادة والاهتمام بالحصة الصفية وشرح المعلم في المدرسة وفهم تام للمنهاج المقرر، وتدريب مستمر على التمارين والاسئلة قبل الامتحان بحيث يستعد الطالب نفسيا وجسديا وعقليا لدخول الامتحان بكل ثقة ودون أية عراقيل او تحديات قد تؤثر على أداء الطالب في الامتحان.
ويلعب الأهل دوراً كبيراً في مساعدة ابناءهم للاستعداد للامتحان من خلال توفير الظروف المناسبة التي تُمَكن الطالب من الدراسة بهدوء بعيدا عن الفوضى والازعاج والمخاوف النفسية إضافة الى تقديم النصيحة والارشاد وتشجيعهم على التحلي بالصبر والهمة العالية وكذلك زرع الامل في نفوسهم والسعي لتحقيق آمالهم وطموحاتهم وأهدافهم المرجوة والاهتمام بصحتهم خاصة في فترة الامتحانات العصيبة من خلال تقديم وجبات الطعام الصحية والعصائر التي تبث النشاط والحيوية في عروقهم إضافة الى مساعدتهم في وضع برنامج للمراجعة وتوفير الاجواء لهم لأخذ قسط من الراحة ليتمكنوا من مواصلة الدراسة بهمة وثقة وتفاؤل.
والتدرب جيدًا على كيفية الإجابة على اسئلة الامتحان من خلال الاطلاع على اسئلة سابقة والاستعانة بأحدث النماذج ،تُفيد الطالب في التركيز على الموضوعات التي تَرِد باستمرار في الامتحانات السابقة حتى لو تغيرت مواصفات الاسئلة من فصل دراسي لآخر مما يُفيد الطالب في التخلص من قلق الامتحان وإزالة الرهبة والخوف من نفسه لثقته بدراسته واستعداده لمواجهة المفاجئات إن وُجِدَت.
وبما أن هذه الفترة تعتَبر عصيبة عند الطلبة كونها تستنزف طاقتهم الا ان الطالب الذي ينظم وقته وبرنامجه الدراسي بحيث يأخذ قسطاً وفيراً من النوم الجيد الكافي الذي يساعده في الحفاظ على صحة دماغه واعصابه وبالتالي يزيل قلقه وأرقه فلا يذهب الى الامتحان منهكاً فاقداً للتركيز بسبب قلة النوم.
ولا ننسى أن من يكون لديه دافع واضح للتعلم يكون قادرا على الاستعداد للامتحان فينطلق بقوة لتحقيق أهدافه لإيمانه بالمثابرة والعزم والتصميم على النجاح ويبذل كل الجهود لتحقيق ما يَنشد، ومن يواجه الامتحان بثقة تامة هو من يعي أن الامتحان وسيلة لتقييم مدى معرفته بالمادة الدراسية وليس تحديا له وان العلامات التي سيحصل عليها ما هي الا انعكاس لقدراته ومدى فهمه للمنهاج وطرق تأدية الامتحان.
وعلى أبنائنا الطلبة أن يتذكروا أن دوام الصلة بالله تعالى والتوكل عليه والدعاء يمنحهم الطمأنينة والثقة بالنفس مما يساعدهم في التحكم في أية ظروف تؤثر على سلوكهم الدراسي وتخطيهم للتحديات والصعوبات ليتقدموا بكل ثقة وأمان.
ولكم كل الامنيات بالتوفيق والنجاح