وبعد طول غياب - والحمد لله رب العالمين - ها قد رجعت " الشتوية " وبدأت زخات المطر تتساقط وتنتشر في مختلف انحاء مملكتنا الحبيبة لتبدأ معها قصص الحب المختلفة التي درجت العادة ان يكتبها البعض على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في موسم "الشتوية" ، وأشهرها قصص ( حُب المعدة ) التي تتناول ( الأكلات والطبخات والشوربات والحلويات والسناكات ) واهم ما في هذه القصص من البعض هو إخراجها بصورة فنية احترافية من خلال صورة يتم التقاطها بكاميرا الهاتف لصنف اليوم وبعنوان جاذب للمتابعين " سيلفي والكستنا على الصوبة خلفي " وكل يغني على حسب " معدته " ومستوى دخل " جيبته " ....والخلاصة هنا الدعاء لله ان يكون في عون امهاتنا وزوجاتنا على المعسكرات الشتوية الدائمة في المطابخ المنزلية ....
ومن القصص المثيرة للاهتمام أيضا في باب قصص " ُحب الشتوية " تلك القصص التي تتناول رصد و متابعة أخبار الطقس اليومية والتي سنجول من أجلها كل المواقع الاخبارية المتخصصة علنا ننعم ( بريحة ) خبر عاجل بقدوم منخفض قطبي بارد يؤدي الى تساقط الثلوج وإغلاق الطرقات - لعلى وعسى- ان نحصل على عطلة ننام ونسهر ونلهو ونلعب ونلتقط فيها الصور للثلج الأبيض ولشخصيات ثلجية يتم تشكيلها من الثلج باحترافية نتصور معها صور " السيلفي " العائلية ، ومن اجل ممارسة هذه الهواية حتما فإن البعض منا سيجازف في الخروج بمركباتهم الى الشوارع لتصوير هذا الحدث الهام الأمر الذي يعني بان مشاهد " الشتوية " وكل " شتوية " ستتكرر فيها قصص " الدفش والسحب " للمركبات العالقة نتيجة تراكم الثلوج ، فحب الثلج الأبيض عند البعض " غلاب " فكان الله في عون نشامى الدفاع المدني والامن العام على مغامرات البعض في هذا الحب والهيام " للشتوية " ومنخفضاتها ....
أنا على يقين بان ما ستكشفه مواقع التواصل الاجتماعي لقصص حُب ( الشتوية ) هي قصص كثيرة فيها العجب لهذا الحب وشجونه وفنونه أكلا وفنا وترفيها ولكنني في نفس الوقت أدرك بان هنالك قصص أخرى سيخفيها الثلج و الفقر والعوز والحاجة لأناس بيننا لا يعيشون معنا في العالم الافتراضي وملهاة صور " السيلفي " هؤلاء الناس وأغلبهم " لا يسألون الناس إلحافا " يشكون البرد القارص ويبحثون عن الدفء في ارجاء منازلهم بقطع من الخشب ومخلفات اخرى يتم اشعالها علها تشفي برد فقرهم ، أما أكلهم وطبقهم اليومي قد يكون " خبز ناشف مغمس بالفقر والشاي " وأصناف اخرى لا نعلمها ولكن الله وحده هو اعلم منا فيها ، فإلى من يبحثون عن اسمى قصص الحب في الله ولله بموسم الشتاء والذي يسمو على كل انواع الحب الذي نعيشه على مواقع التواصل الاجتماعي وغيره في الحياة الفرصة سانحة لك لكي تعيش هذا الحب ..... فقط أبحث وأسعى عن الفقراء والمعوزين والمحتاجين وأغدق عليهم بما من الله عليك من فضله وخيره بحاجاتهم لينعموا بالدفء من برد الشتاء وأطعمهم لسد جوعهم فرب دعوة يرفعها هؤلاء اليك في السماء تكون لك فيها النجاة في الدنيا والآخرة ......وحمدا لله على عودة المطر ونسأل الله ان يكون علينا وعلى الوطن سقيا رحمة لا سقيا عذاب ...