facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ندوة حول الذكرى التاسعة لرحيل محمد طمليه في شومان


22-11-2017 03:34 AM

عمون - استذكر مشاركون في ندوة أقيمت مساء امس الاثنين في مؤسسة عبد الحميد شومان حول الذكرى التاسعة لوفاة الكاتب الساخر الراحل محمد طمليه بعنوان "في الذكرى التاسعة لرحيله... محمد طمليه: يحدث لي دون سائر الناس".

وفي الندوة التي ادارها شقيقه احمد طمليه قال الكاتب مفلح العدوان ان طمليه ينظر إلى الواقع من زوايا ضعفه، وهو لا يكيل بمكيال الربح والخسارة، ويتحصن وراء خروجه المعلن على القوانين المهيمنة، ورفضه للمعيار السائد، ليتجول بعيدا عن ثقل الواقع وسطوة المجتمع.

واشار الفنان عماد حجاج الى تجربته المشتركة مع الكاتب الساخر طمليه والفكرة من اصدار كتاب "يحدث لي دون سائر الناس" والقصة وراء اصداره، حيث اوضح بأن رسومات الكتاب التي رسمها لم ترسم للنصوص الساخرة التي كتبها محمد طمليه وانما تم اختيارها لتوافق الفكرة وتطابق الجو الساخر بين النص والرسم.

واستذكر حجاج بعضا من القصص الحقيقية التي عايشها مع الكاتب الساخر محمد طمليه في بداية التسعينيات وقبل ولادة شخصية ابو محجوب الساخرة، حيث درج عماد على رسم موضوعات ساخرة من وحي تجربته ومعايشته لمحمد طمليه اثناء عمله في عدد من الاسبوعيات الساخرة التي عملا فيها سوية، داعيا الجهات المعنية برعاية الادب الساخر وارث المبدعين الاردنيين بإعادة طبع هذا الكتاب وتقديمه للجيل الجديد الذي لم يعاين تجربة طمليه الساخرة، حيث ان هذا الكتاب وكتب محمد طمليه الاخرى مفقودة .

واستذكر الحضور سيرة الراحل، مؤكدين انه سيصار قريبا الى اصدار مجلد واحد يضم الاعمال الكاملة للراحل.

يشار الى ان محمد طمليه توفي في عمّان عام 2008 ، إثر مرض عضال .


وتحدث الفنان عماد حجاج عن تجربته المشتركة مع الكاتب الساخر محمد طمليه والفكرة من اصدار كتاب يحدث لي دون سائر الناس والقصة وراء اصداره ، حيث اوضح بأن رسومات الكتاب التي رسمها لم ترسم للنصوص الساخرة التي كتبها محمد طمليه وانما تم اختيارها لتوافق الفكرة وتطابق الجو الساخر بين النص والرسم.

واستذكر بعضا من القصص الحقيقية التي عايشها مع الكاتب الساخر محمد طمليه في بداية التسعينيات وقبل ولادة شخصية ابي محجوب الساخرة ، حيث درج عماد على رسم موضوعات ساخرة من وحي تجربته ومعايشته لمحمد طمليه اثناء عمله في عدد من الاسبوعيات الساخرة التي عملا فيها سوية كأسبوعية الرصيف.

وشرح تفاصيل عديدة في مجموعة رسومات ساخرة تظهر فيها شخصية ابي محجوب ومستوحاة من التقاطات ومفارقات ساخرة عايشها في تلك الفترة ، ثم جمعت لاحقا في الكتاب المشترك ( يحدث لي دون سائر الناس ) وتمنى الفنان عماد حجاج على الجهات المعنية برعاية الادب الساخر وارث المبدعين الاردنيين باعادة طبع هذا الكتاب وتقديمه للجيل الجديد الذي لم يعاين تجربة محمد طمليه الساخرة ، حيث ان هذا الكتاب وكتب محمد طمليه الاخرى مفقودة تقريبا من المكتبات . كما نوه الى تكاملية الرسم الساخر مع النص الساخر وجمالية هذه العلاقة وتكامليتها كجنس ابداعي نادر في الادب العربي عموما والمحلي تحديدا .

محمد طمليه.. وحدك المتفرد بيننا!!

اما الشاعر المفكر مفلح العدوان فقال:

أول ما كتبت عن محمد طمليه بعد غيابه، كان ليلة دفنه في أم الحيران، آنذاك، أذكر أن الريح عبثت بتراب المقابر كأنها في حالة احتجاج، فتركت على أجساد المشيعين بعضا من رفات الغائب، ورائحة روحه، كأننا في طقس أسطوري في الأعراف بين عالم الغياب والحضور.. آنذاك كتبت:

صاحبي.. سلام عليك..
سلام على الطيبين مثلك، ونحن الذين نحتاج إلى ملايين منك لنستطيع الصدق مع ذواتنا، لنختبر أدواتنا مع أنفسنا، ومع الآخرين منا، ومع أعدائنا، ومع أصدقائنا..
سلام عليك.. صرنا نحتاج إلى جرعة صدق، أيا كانت صفتها، كي نستمر في ممارسة الحياة، مقارعتها، منادمتها، مجاهرتها..
صاحبي.. آه لو نستطيع ذلك، لكن بلاغة الكلام تخادعنا، وخدعة القوت اليومي تقتلنا، وغول الحياء العام يشرذمنا..
أنت.. وحدك المتفرد بيننا الذي تجرأت فاقترحت عناوين حاسمة لم تأت عفو الخاطر، بل كانت فلسفة حياة؛ مثل قف، وممنوع، واحذر، ولا تكن سيء الظن، كما لا تكن طيب السريرة، فالعالم خدعة كبيرة!!
أنت جمعت كل هذا بثقة، ومحبة، وطيبة، لكنهم توهموا أنهم عرفوك، غير أنهم لم يسبروا الفرق بين نار رؤيتك، ونور جوهرك، هذا السر الذي داريت مسكه بحناء تبغك، ولم تعطهم جوابا فاصلا يحدد المسافة بين جحيم الموقف، وفردوس الثواب!!
الصدق ما أقول..
أنت ما زلت معنا...
والحقيقة تلبس ثوبا مختلفا عن ذلك الذي نسجوه كفنا للغائب؛ فهذه الجنازة كاذبة، والمشيعون وهم، والكفن سراب، والصور خدعة، والجنازة مسرحية، فلقد تشابهت كل تلك التفاصيل علينا، والذي دفناه كان لصا، سرق كل محبتنا، ومشاعرنا، وتعاطفنا معه حد تآمر ذواتنا، لكنه بمحبة اختلس كل هذا، بابتسامة، وبساطة، وبراءة، ثم غاب.. فقط.. غاب!!
صاحبي.. ليتهم يعرفون هذا، أو عرفوك أكثر، لكان الحال اختلف، وطقس الوداع كان أكثر بهجة، وتم على نحو تحبه أنت كما يليق بغيابك، بدءا من الابتسامة، والمشروع التلقائي لحفل عبثي، حتى ولو كان موتا، ثم انتهاء بنخب الوداع، حين ترفع الكؤوس، ولا تنخفض إلا بيضاء، شفافة، نقية، كقلوب المحبين.. كأسك ..كأسك.. أيها الصديق الصدوق.. وأنا ما كنت أقول هذا لغيرك، لكنني تيقنت من ذلك حين اشتدت شعائر غضب الغبار، عند قبرك.. سلاما عليك.. فكانت الريح التي أعلنت حزنها ورمت تنهيدة كبرى.. ثم نكأت جراح الرمل فأثارت زوابعه.. وبعدها تركت بعضا منك على أجسادنا، أرواحنا، بقاياك فينا، نحن الذين صدقنا عبثك، وسخريتك، وجديتك، وضميرك المزروع في أرواحنا، غير أنك لم تكترث بمهابة الموقف، وكعادتك، بعبثية جادة، مددت لسانك، وهزأت بنا باكيا، ومضيت، وربما أنت لم تمض، لكنك موّهت فعلا ما بغيابك..
حزين عليك..
عذيرك مذ أول نخب، أو نحيب، تجرعناه معا، وحتى آخر جرعة من ماء، نواح، كحول، كيمياء، موت، حياة، حياء، فجور، اختر ما تريد منها، فكل هذا لا يستطيع البوح به إلا أولائك المتحمسون النبلاء الذين راهنت عليهم، وهم على عهدهم معك: (الأحباء الأحباء.. قليلا ما أقاموا.. دارت الكأس عليهم، دورة أو دورتين، وهوت حباتهم تترى، فمالوا ليناموا)..
أي صاحبي.. محمد طمليه.. بكيتك بصمت كثيرا، كما (بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه، وأيقن أنا راحلان لقيصرا، فقال يا صاح لا تبك إنما نحاول ملكا أو نموت فنغلبا)..
***
المرة الثانية التي كتبت فيها له وعنه، هي مقدمة كتابه (على سرير الشفاه)، هذا التي ورطني بها الصديق احمد طمليه، كانت ورطة محببة للقلب، وكانت فرصة لاستعادة نبض الغائب من خلال نصوصه، وكان هذا، وكنت مع كل صفحة من المخطوط، أشعر كأن نافذة تُفتح عبر الأسطر والكلمات، ليطل منها محمد طمليه، يعزف وترا مختلفا في الروح، يضحكني تارة، يبكيني تارة أخرى، ولا يستطيع، على عادته، أن يترك صفحة دون أن يناكف فيها كل من يقرأه!!
كانت المقدمة نتيجة قراءة سريعة للكتاب، عبر قصف موجه من سخرية سوداء عند محمد طمليه.. كنت أقرأه دون شفقة، فهو لا يترك مجالا لأحد أن يتلمس ضعفه لحظة مرضه، مثلما هو لا يريد لأحد أن يشعر به لحظة غيابه، كأنه يريد (بوعي منه، ولا وعي منا) أن يعود إلينا، لا بجسده بل بأثره، منتشيا بكلماته، بمقالاته، بمواقفه، بعناوين كتبه، وما هذا الكتاب (على سرير الشفاه) إلا دليل على تلك النفس الأمارة بالسخرية، وبالمناكفة، وبالإبداع، وأظن أن هناك كتبا أخرى، ومقالات، كتبها محمد طمليه، تستحق أن تنشر لاستمرارية الكاتب بيننا، وهو كذلك.
***
أما المرة الثالثة التي كتبت فيها عن محمد طمليه، فقد كانت في الذكرى الرابعة لرحيله، وكان هذا في بيت بلدنا، حيث كان حفل إشهار كتاب على سرير الشفاه... قلت:

لقد قالها..
نعم بكل ما أوتي من سخرية، قالها، وتحدى المرض، والحياة، وكأنه يناكف الشاعر الفرنسي (اراغون) الذي قال "لست نادما في حياتي على شيء قدر ندمي على امتلاء فمي بكلمات لم أقلها".. لقد قالها محمد طمليه..ولم يندم.
ربما، من الأجدى الآن، لحظة صمت.. وقراءة.. من لدنه:
"تمددي جنبي على سرير الشفاه.. وأمد لك فرعا من أنبوب الكيماوي..كي تتصلعي مثلي!!".
ربما، من الأجدى بنا، لحظة صمت.. وقراءة.. من لدنه:
"أسوأ ما يمكن أن يواجهه المرء هو أن يكون (محمد طمليه)، وأسوأ ما يمكن أن يواجهه المرء هو أن لا يكون (محمد طمليه)، ولكن الأسوأ في الأمرين هو أن لا يكون هذا ولا ذاك: هو نفسه لا يعرف من هو، وأي مصير.. يخطر لي أن أجلس في بيت العزاء، حتى الصباح. أهنىء الناس جميعا، مستقبلا أو مودعا، وأقول: (البقية في حياتي هذه المرة)".
***
*الكلمة التي ألقيت في الذكرى التاسعة لوفاة محمد طمليه ، في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، يوم الإثنين 20/11/2017م.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :