دخل إلى عالم الصحافة والإعلام مهنيون جدد وخبراء في تكنولوجيا الاتصال والإعلام.

هؤلاء عارفون في صحافة الفيديو والإعلام الرقمي الحديث. وهم النشطاء الجدد في حقل الإعلام الجديد ومنصات التواصل الاجتماعي وصحافة الانترنت.

قلبوا المعايير والمقاييس بالنسبة لهدف الإعلام الأكبر وهو التأثير على "الاتجاهات المعرفية والعاطفية والسلوكية للأفراد والجماعات".

قلبوا الموازين وصوّبوا الأوضاع بعد تعثر الصحافة المكتوبة المطبوعة وبعد تغيّر وتبدل في مهام ووظائف الراديو.. وازدهار الإذاعات المجتمعية بشكل خاص كوسائل جديدة مجتمعية.

ينشغل صحفيو الفيديو والخبراء في هذا المجال في كيفية تطوير وخلق المحتوى المعلوماتي والإعلامي بالتركيز على الفيديو. يعملون على تبني طرق جديدة مختلفة ومتغيرة وجديدة في الإعلام الحديث. يبحثون في العناصر الابتكارية التي تُطوّر المحتوى الإعلامي الرقمي. وبالتالي ، فإن الإعلام الرقمي المعاصر منشغل في تأهيل الصحفي الجديد (الصحفي الفيديوي) الذي ينشغل بالتقاط الفيديوهات القصيرة للأعمال والأحداث والوقائع المختلفة.
يوم (9/11/2017) تم افتتاح مسرح الشمس في عمّان بعرض مسرحي ساخر بعنوان "ادفع ..ما بدفع!" مستوحى من عمل للكاتب الإيطالي داريو فو. وقام بالأداء نخبة من الممثلين الأردنيين مثل : خالد الطريفي وسميرة الأسير وأحمد سرور وهلا بدير وعدي حجازي. العمل من إخراج عبد السلام قبيلات، والموسيقى لموسى قبيلات، والديكور لبهاء سلمان. المسرحية تتناول بشكل نقدي ساخر مواضيع الساعة في المجتمع الأردني. لاحظت الاهتمام الكبير بالتقاط الصور الفيديوية لبعض مشاهد المسرحية وأداء الممثلين.

كان الجلوس في "مقهى شمس" لانتظار العرض فرصة أيضاً لالتقاط فيديوهات قصيرة وصور سيلفي بين الحاضرين وهم من مختلف الأوساط الفنية والاجتماعية والثقافية. الكل يبحث عن توثيق للحدث والحالة الفنية المسرحية النشطة. كان للفيديو مكانة في اللقاء وحظي صيادو المشاهير (صحفيو الفيديو) بالعديد من المقاطع التي انتشرت في المواقع الالكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي.

انتقلت الصحافة الديجيتالية بفعل تكنولوجيات الاتصال من الصحافة المقروءة إلى الصحافة المسموعة والمرئية. عوامل الزمن والسرعة ومواقع التواصل الاجتماعي والتطوّر الهائل على وسائل الاتصال وتقنياتها دفع بالعديد من الإعلاميين للتوجه نحو "صحافة الفيديو" باعتبارها الأكثر إقناعاً وتأثيراً . فقطعة الفيديو المكوّنة من (مشهد قصير ، أي فريمات ولقطات سريعة، ومشاهد قليلة) صارت ابلغ وأعظم أثراً من ألف كلمة.
نحن الآن أمام تحديات مع الزمن ، فصحافة الألفية الثالثة، أي القرن الحادي والعشرين، أصبحت تعتمد في كثير من مكوّناتها على أدوات سمعبصرية احترافية مثل الفيديو و"الفيديو كليب" والأغنية والحديث المتلفز المباشر للجمهور والمقالة المتلفزة والتقرير البصري الفوري السريع من مكان الحدث، الذي يجعلنا نتواجد في عدة أماكن خلال دقائق قليلة. فتقنية المباشر سهّلت ذلك من خلال البث المباشر لايف.

في الأردن لعبت أشرطة الفيديو دوراً مهماً في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وينشغل الإعلاميون الشباب بتدوين وقائع حيواتهم باستمرار. وفي فلسطين ومع اندلاع الانتفاضة الأولى أؤخر 1987 (حتى يومنا هذا) اندلعت حرب الفيديوهات والفيديوهات المضادة. وصار لشريط الفيديو مكانته كأداة كفاحية معاصرة في مواجهة التعتيم والقتل بعيداً عن الأضواء. كان الاحتلال يصر دائما على إبعاد الأضواء والكاميرات وعزل الأحداث عن الإعلام. ولكنه يمكنه أن يفعل ذلك بعض الوقت ولكن ليس في أي وقت أو كل الوقت.