في حياتنا اليومية قد نكون مضطرين للتعامل مع بعض الثرثراين ومدّعي المعرفة،، ، بحكم القرابة أو النسَب أو الجيرة أو العمل وغالباً ما نصادفهم في أماكن تجمعاتنا ودواويننا ونكون مضطرين للتحلي بالصبر الجميل، إزاء ثرثرتهم وادعاءاتهم للمعرفة وتوهمهم بامتلاكها...
نجد انفسنا مضطرين للتحلي بالصبر تجاه تصرفاتهم وأحاديثهم غير المحببة لنا، واستعراضهم للكلام الكثير الذي يمليه الناس، وقد نصل إلى درجة الاختناق والجنون لدى سماعنا لكلامهم!، فهم يرون أنهم يعرفون في كل شيء، ويتدخلون في كل شيء، سواء بشيء من العلم أو بدون علم، يتوهمون المعرفة ويكذبون في الحقائق، .. مشوهون أخلاقياً وفكرياً ولا يملكون أي صلة بالمعرفة يسيئون لأنفسهم، يتحاشاهم الناس في كثير من المواقف والأماكن لكثرة كلامهم. تجعل من يستمعون إليهم يملون ويتمنون اللحظة التي فيها يخرسون!.
الثرثارون يكثرون الكلام تكلّفاً فقط ويأخذون المجالس عن الناس دون طلب من أحد، يتكلم أحدهم بلا معنى.. هذيان وخيلاء وعنجهية يسعفه في ذلك ربما اسم عشيرته! او عائلته! او عباءته! وأحياناً سيارته! أو بيته!، أو ربما ساعته التي في معصمه! ضناً منه ان هذه الأشياء تخوّله أن يثرثر ويتشدّق ويطالب بما لا يستحق تكبراً وارتفاعاً، وإظهاراً للفضيلة على غيره.... . وقد يكون ذلك نوع من المرض النفسي الموروث في العائلة لا يأتي على صاحبه الا بالبغضاء من الناس.
"خير الكلام ما قل ودل" مقولة لم يستوعبها الثرثارون. لأنهم يسعون فقط إلى كسب درجات الاستحسان والإعجاب من الناس وجلب الانتباه، حيث تجدهم أحياناً كثيرة يتمسكون بما يقولون ويؤكدون على تصرفاتهم رغم انها فاشلة وخائبة وغالباً ما تكون كلها لا أساس لها من المصداقية.
الكارثة انهم متوهمون بالمعرفة، يعتقدون أن الناس بصبرهم عليهم مقتنعون بهم وموافقون على ما يقولون، فيزدادون ثرثرة وكذب، ويتشدقون بأي شيء، ولكن هذا ما يتخيلونه.
يرى علم النفس أن الثرثرة مرض نفسي سببه عقدة نفسية دفينة يعاني منها الشخص دون أن يعي ذلك، فالثرثار يعتبر دون أن يشعر كثرة الكلام وسيلة اجتماعية دفاعية ليخفي شخصيته بهذا السلوك، في حين تجده في الواقع يعاني مرضا نفسيا أو قلقا داخليا عميقا، ولكنه يواجه ذلك ويعوضه بالثرثرة حتى يصبح محبوبا ومقبولا عند الناس،
أنا شخصيًا أشفق على الشخص الثرثار وأتحاشاه، لأن ثرثرته لا تسمن ولا تغني من جوع فهو محل سخرية الجميع . وأن عوامل التربية والتنشئة كان لها نصيب كبير في بلورة سلوكياته، وأن هناك مشكلة نفسية وعقدة نقص يريد إخفاءها من خلال ثرثرته وتوهمه المرضي!!!