بمناسبة إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية .. بِطاقةُ وَجْدْ .. إلى القدس الشريف .. للشاعر الكبير : سليمان المشيني
13-02-2009 02:38 PM
على جَناحِ نَسْمَةٍ شَرْقِيّهْ
نَدِيّةٍ.. نَقِيّةٍ.. شَذِيّهْ
أبُثُّها .. أشواقيَ القلْبِيّهْ
إليكِ يا قُدْسَ الهُدى والنّورِ
رَقْراقَةً كَهَمْسَةِ الغديرِ
فوّاحةً بالعِطْرِ والعبيرِ
في أزْهى باقاتٍ من الزّهور ... بَديعَةِ الألوان والتَّصْويرِ
تُهْدى مِنَ الحِمى إلى رِحابِكْ
تُلْقي عصا التَّرْحالِ في أعْتابِكْ
تُقَبِّلُ السّناءَ في إهابِكْ
وَتَسْتَحِمُّ في هوىً مَفْتونِ
في تُرْبِكِ المُقَدَّسِ الثّمينِ
وَتُغْمِضُ الأجْفانَ في سُكونِ
تَغْفو على هَيْنَمَةِ الحَنينِ
على جَناحِ طائرِ اليَمامِ
اُزْجي تحايا الحبِّ والهُيامِ
إلى مَغاني البِرِّ والسّلامِ
للقُدْسِ مَنْ نَفْديها بالعُيونِ
مُخْضَرَّةً كَنَبْتَةِ الزّيتونِ
مزروعةً بالفلِّ والنِسْرينِ
مِنْ أرضِنا الخَيِّرَةِ المِعْطاءِ ... مِنْ رَوْضَةٍ تَمورُ بالرُّواءِ
تجتازُ أسواراً مِنَ الأشواكِ
يَهُزُّها شَوْقٌ لكي تَلْقاكِ
تشقى فلا تهتزُّ كي تَراكِ
فَتَسْتَقِرُّ في الأقصى وفي القِيامَهْ ... وَقَلْبُها يَخْفُقُ كالحَمامَهْ
وَتَنْحَني تَضُمُّ صَرْحَ كِبْرِ
في بَهْجَةٍ فَيّاضَةٍ كالنَّهْرِ
على جَناحِ بُلْبُلِ الخَميلهْ
أبْعَثُها رِسالةً خَجولَهْ
إليكِ يا سيِّدَتي الجَليلهْ
إليكِ يا أمًّ البَها السَّنِيّهْ
يا زَهْرةَ المَدائِنِ العَذِيَّهْ
تنسابُ في رُبوعِكِ القُدْسِيَّهْ
تُمَجِّدُ الوفاءَ والصُّمودا ... تُقَبِّلُ الأشاوِسَ الاُسودا
وَتَنْثَني في لَهْفَةٍ وَوَجْدِ
إلى حِماكِ يا مَنارَ الخُلْدِ
تَصُبُّ في أذُنَيْكِ أسْمى عَهْدِ
مِنْ صِدْقِهِ تخْضَوْضِرُ النُّجودُ ... وَيَنْتَشي الآباءُ والجُدودُ
يقولُ في كلامِهِ الرَّقيقِ ... يا قُدْسُ لُقْيانا مع الشُّروقِ