عيد الحب ، هو عيد الشكر والعطاء
د. عبدالله عقروق / فلوريدا
13-02-2009 02:04 PM
-1-
نحن نحب اذن نحن احياء،
قلوبنا مفتاح بقائنا،
وعقولنا فيصل عيشنا
ينمو الحب ما دامت دماؤنا ساخنة،
وقلوبنا فتية يانعة ،
وعقولنا مركزة ناضجة
معادلات كيمائية يفرزها الوجدان ،
والقلب والعقل معا ، وبنفس الكميات والعدد .
تمتزج معا في الفؤاد ،
وتكون مركبا من أحلى والذ وأنعش مزيج من عناصر هامة
لا غنى عنها في الحياة .
بل وجودها يبقي على الأستمرارية ،
ونقاوة بني البشر
-2-
الحب يصنع المعجزات ،
ويلأم الجراح ، ويحيي العظام وهي رميمة ،
وينعش عضلات القلب .
ويهذب النفس ، ويسمو بالروح ، وينقذ الجسد من الخمول ،
ويرفع صاحبه الى السؤدد والكمال .
هذا المزيج من كل مركبات سر البقاء ، هو عامل الوجود أو عدمه .
فمن لا يحب فهو غير حي
ومن يحب فهو في السماء السابعة ،
يعيش في جنات كلها أنهار وبساتين وحقول وورد وقمح وسنابل
الحب اختيار مزاجي ، يترعرع في القفص الصدري ، بين ضلوع الرجل ،
الذي انتزع الله ضلعا ليصنع منه حواء ،
لتترافق مع الذكر، ويعيشا في الحب والنبات ،
وينجبا الصبيان والبنات،
بأمان .
فالذكور والأناث هما وجهان لعملة واحدة ،
ان اتحدا شكلا جسما واحدا ،
وعقلا واحدا وقلبا واحدا .
أن تحطم وجه واحد من هذا الهيكل الجبار ،تحطم الوجه الثاني .
لا يفترقان ، ولا يمكن انتزاعهما عن بعض .
-3-
الحب لا يميز بين العقد التي خلقها الأنسان ،
ولا يفرق بين الأديان والألوان والأجناس .
بل هنالك حب أو لا . أما أن تحب ، أو لا تحب ،
لا يمكن أن تكون بين بين .
غذاء الحب الالفة والمحبة .
لا ينبت الحب في المستنقعات ، أو حتى في الماء الراكده ،
يتغذى الحب من عصارة المزيج الكيميائي من داخل الجسم ،
وهو يتدفق دوما ، وكلما زودناه بهذا المركب يزداد اندفاعه ، وتتكاثر نبضاته .
أنا أهوى اذا أنا أنسان.
مخير بكل الفضائل والخصال الحميدة والصفات الحسنة والعادات المتمدنه .
أنا أحب ، فأنا مسلح بكل الأدوات التي تبني ولا تهدم، تشيد ولا تدمر ، ترفع ولا تنزل ،
دائما للأعالي .
-4-
الحب سرمدي ، وجد ليبقى ،
وهو كالحديقة الغناء ، أزهارها وورودها نتيجة عنايتنا بها ،
وحفاظنا عليها .
تحتاج لحرث الأرض ، وتسميدها وزرعها وتعشيبها وتقليمها،
وحتى التكلم معها مع تغذيتها بالموسيقى
أعطني اثنين يحبان بعضهما بعضا أعطيك سلاما ورخاء ومسرة وحبورا .
لأن الحب عطاء للخير .
-5-
علموا أولادكم ثلاثا ، الحب ، ثم الحب ثم ألحب .
اليس هذا ما أمرنا به نبي العرب والمسلمين،
عندما سألوه ، قال بأن تحب أمك ، ثم أمك ، ثم أمك .
أن حبك لمن تحب هو استمرارية حبك لأمك .
من لا يعرف كيف يحب أمه ، لا يعرف أن يحب اي مخلوق أخر .
-6-
الحب لا يفرض على الأنسان، وليس هو تحصيل حاصل .
الحب مغناطيس ، اما يجذبك نحوه أو لا يجذبك .
عندما يأتي تسمع اجراسه تدق في فؤادك الهاديء ،
وتشعر بثورته داخل دمائك المنسابة ،
وتتفجر ينابيع وجدانك الساكت ،
وترفع بك الى اعالي السماء ،
تشعر وكأن رأسك يلامس السحب ، تشعر ببدء اختلاط المزيح في أوعيتك الدموية ،
وجهاز التنفس ، والجهاز العصبي، والجهاز الهضمي .
كل شيء في جسمك يتكلم وحده بلغة الشعر والموسيقى والرومانس.
هكذا يبدأ الحب ، وبقاؤه يحتاج الى اثنين أن يعملا معا بألة واحدة ،
وبانتظام كساعة بيج بين ، وككمنجة بيد فنان .
يعزف باحاسيسه وعواطفه وشعوره دون أن يقرأ النوته التي امامه
-7-
نحن في القرن الواحد والعشرين ، لا نزال بعيدين عن المدنية والحضارة .
لا مدنية بوجود كراهية وحروب .
متى نحس بمدنيتنا ؟
عندما تسكت المدافع وأطلاق الأعيرة النارية ،
ويعم السلام .
يولد السلام أذا عرفنا الحب .