الصفدي: رسالتنا لإيران وغير إيران .. لا نريد علاقات سطوة وهيمنة
19-11-2017 06:43 PM
عمون - قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي إن المملكة الأردنية الهاشمية مستعدة للتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لاستضافة أو إطلاق حوار عربي مركز، ينتج تعريفا واضحا لكل مصادر التهديد التي تواجه الامن العربي المشترك، ويتوافق على آليات عمل مؤسساتية فاعلة لمواجهتها.
وأكد الصفدي خلال مشاركته اليوم في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري على أن الامن العربي كل لا يتجزأ.
واضاف، "تهديد أمن أي من دولنا العربية هو تهديد لأمننا المشترك، فهذا تبدى مبكرا وواضحا منذ انتهاك أمن الشعب الفلسطيني الشقيق، فغرقت المنطقة في دوامة من اللااستقرار ما تزال تحرمنا حق العيش بسلام."
ودان الصفدي استهداف المملكة العربية السعودية بصاروخ باليستي، معتبره اعتداءً غاشما، اضافة الى تفجير أنبوب النفط في مملكة البحرين جريمةً إرهابية.
وقال إن أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة وأمن مملكة البحرين الشقيقة، هما جزء من أمننا نرفض وندين أي اعتداء عليهما، ونقف مع اشقائنا في مواجهته.
واوضح وزير الخارجية في كلمته، ان المنطقة لا تحتاج المزيد من الأزمات، مؤكدا ان الدول العربية طلبة سلام لا دعاةُ صراعات.
واشار الى ان رسالة كل القمم العربية إلى إيران وإلى غير إيران: "نريد علاقاتٍ إقليميةً قائمةً على التعاون واحترام الآخر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
وأكد "رسالتنا اليوم لإيران وإلى غير إيران: نريد علاقات حسنِ جوارٍ أساسها الاحترام المتبادل، وليس علاقاتٌ متوترةٌ مأزومةٌ بسب التدخلات في الشؤون العربية والأجندات التوسعية والسعي نحو السطوة والهيمنة".
وبين الصفدي، ان حماية أمننا العربي يتأتى بالعمل معا، وفق رؤيةٍ واضحة، وفي سياق مؤسساتي، ممنهج، يحدد التهديدات لأمننا العربي، ويتوافق على آليات التصدي لها، مشيرا الى انه يتطلب التفكير معا، والتشاور معا، والتخطيط معا.
وشدد على ان المنطقة بحاجة عمل مشترك لبناء مستقبل عربي آمن منجز مشرق، يضمن حق الفلسطينيين في العيش بحرية ومن دون احتلال في دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
وتاليا نص كلمة الصفدي:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الأخ محمود علي يوسف،
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية جيبوتي الشقيقة / رئيس مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 148
معالي الأخ أحمد أبو الغيط
أمين عام جامعة الدول العربية
أصحاب المعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمننا العربي كل لا يتجزأ... وتهديد أمن أي من دولنا العربية هو تهديد لأمننا المشترك.
هذا هو درس التاريخ تبدى مبكرا وواضحا منذ أنتهك أمن الشعب الفلسطيني الشقيق، فغرقت المنطقة في دوامة من اللااستقرار ما تزال تحرمنا حق العيش بسلام.
وهذا هو درس الحاضر نعيشه في الآثار المدمرة علينا جميعا للصراعات التي فجرها القمع والظلم والجهل والإرهاب، والتدخلات الخارجية، والأجندات الأجنبية، والأطماع التوسعية في عديد دول عربية.
نجتمع اليوم لنؤكد حقيقة ترابط أمننا القومي العربي. وتؤكد المملكة الأردنية الهاشمية أن أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة.... وأن أمن مملكة البحرين الشقيقة، هما جزء من أمننا نرفض وندين أي اعتداء عليهما، ونقف مع اشقائنا في مواجهته. ندين استهداف المملكة العربية السعودية بصاروخ باليستي اعتداءً غاشما. وندين تفجير أنبوب النفط في مملكة البحرين جريمةً إرهابية. ونرفض الجريمتين تهديدا للسلم في المنطقة برمتها ولأمننا القومي العربي.
الزملاء الأعزاء،
منطقتنا لا تحتاج المزيد من الأزمات. ونحن طلبة سلام لا دعاةُ صراعات. نريد علاقاتٍ إقليميةً قائمةً على التعاون واحترام الآخر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ووفقا للقوانين والمواثيق الدولية.
هذه هي الرسالة التي أرسلتها كلُّ القمم العربية إلى إيران وإلى غير إيران. وهذه هي الرسالة اليوم: نريد علاقات حسنِ جوارٍ أساسها الاحترام المتبادل، وليس علاقاتٌ متوترةٌ مأزومةٌ بسب التدخلات في الشؤون العربية والأجندات التوسعية والسعي نحو السطوة والهيمنة.
الزملاء الأعزاء،
ضروري أن نجتمع اليوم تضامنا مع أشقائنا ورفضا لتهديد أمننا. لكن حماية الأمن القومي العربي تستوجب أكثر من اجتماع طارئ ردا لازما على جريمة فقط. نحمي أمننا العربي بالعمل معا، وفق رؤيةٍ واضحة، وفي سياق مؤسساتي، ممنهج، يحدد التهديدات لأمننا العربي، ويتوافق على آليات التصدي لها.
نحتاج عملا عربيا مشتركا. لكن ذلك يجب أن يرتكز إلى تفكير عربي مشترك، وتخطيط عربي مشترك لحماية أمننا القومي العربي، في إطار تعريف شامل للأمن يلبي أيضا متطلبات تحقيق الأمن الاقتصادي السياسي والاجتماعي.
ولتحقيق ذلك، فإن المملكة الأردنية الهاشمية، وبصفتها رئيسا للدورة الحالية للقمة العربية، مستعدة، إن أردتم، للتعاون مع الأمانة العامة للجامعة، في استضافة أو إطلاق حوار عربي مركز، ينتج تعريفا واضحا لكل مصادر التهديد التي تواجه أمننا المشترك، ويتوافق على آليات عمل مؤسساتية فاعلة لمواجهتها: نفكر معا، ونتشاور معا، ونخطط معا،. ونعمل معا على بناء مستقبل عربي أمن منجز مشرق، يضمن حق الفلسطينيين العيش بحرية ومن دون احتلال في دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، وحق العراقيين في التخلص من الإرهاب، وحق السوريين والليبيين واليمنيين في هزيمة الظلم والفوضى والتشرذم، ويحول دون تدخل الغير في شؤوننا الداخلية ومحاولات فرض أجنداتهم علينا.
كل الشكر للملكة العربية السعودية الشقيقة لدعوتها لهذا الاجتماع، ونتطلع لاستمرار العمل مع جميع الأشقاء، على إيجاد منظومات العمل المؤسساتية الفاعلة الكفيلة بتعزيز عملنا الجماعي، وحماية أمننا المشترك من كل المخاطر، وبمواجهة كل من يعمل على تقويضه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته