ليست بطالة فقط .. نحن بحاجة الى نهضة وطن
م. موسى عوني الساكت
19-11-2017 12:15 PM
لا تعتبر أزمة البطالة مشكلة توظيف فقط، الأزمة أبعد من هذا بكثير.. إنها في الأساس تتعلق بمتطلبات النهضة الشاملة للوطن، إقتصادياً واجتماعياً وعلمياً.
إن النظر إلى هدف معالجة البطالة باعتبارها توفير فرص عمل للشباب في سوق العمل نظرة ضيقة، لا ترى المشهد كاملا.
نحن هنا نتحدث عن طاقات جيل نعمل على إضاعتها بأيدينا، ما يعني هدراً متواصلا، لقدرات شباب كان يمكن أن نحولهم الى طاقات تساعد في نهضة وطن.
صحيح أننا نريد أن نساعد خريجي الجامعات في بحثهم عن وظائف على أننا نفعل ذلك حاليا، في سياق معالجة مشكلة البطالة بصفتها أزمة شباب، وليست أزمة نهضة.. فماذا عن أزمة ومستقبل الوطن؟
في ملف البطالة تقبع شعبتان رئيسيتان علينا رعايتهما معا من دون إغفال أي منهما: الشعبة الأولى البحث عن وظائف للشباب، وهذا ما تركز عليه أدبيات الجهات المعنية في معالجة "البطالة"، بصفتها مشكلة أو أزمة علينا حلّها ولا تكون إلا بنمو وتشجيع القطاعات الاقتصادية المنتجة لا برفع الضرائب.
"البحث عن وظيفة" للشباب العاطلين عن العمل ليست "أزمة بطالة" فقط. هنا تأتي الشعبة الثانية"، وهي في اعتبار "توظيف الشباب"، مهمة تدخل في سياق منظومة نهضة الوطن.
إن تقزيم الأزمة باعتبارها همّا اجتماعيا، نظرة قاصرة تتعامل مع معالجة البطالة "على القطعة"، بحيث نعالج الأعراض دون المرض نفسه.
نحن بحاجة الى البحث عن مصطلح جديد نستبدل فيه كلمة "البطالة"، بصفتها تحد إلى كلمة أخرى تأخذ بعين الإعتبار أن من أهم الوسائل في نهضة الأمة البحث في الطاقات الشبابية الناهضة بالوطن.
هكذا يصبح الأمر في أننا نبحث - في سياق معالجة البطالة - عن الشباب المبدع، بصفته رافعة للأمة، وليس عبئاً عليها نريد توظيفه لتجنّب المشاكل التي تفرزها بطالته.
المجتمع الناهض هو الذي لا يتوقف عن توليد المبدعين والماهرين في كل القطاعات، ليضمن المضي بمجتمعه إلى مستقبل آمن.
ماذا بعد؟
حتى يكون الحل جماعياً، أرى ضرورة عقد مؤتمر وطني تشارك فيه جميع الأطراف المعنية للبحث عن حلول عملية، ليس لحل مشكلة البطالة في المملكة فقط، بل في إعداد خريطة طريق لنهضة الوطن برمته والاستفادة من طاقات شبابنا الواعد الذي ينظر الى مستقبل اجمل وفرصة لبناء وطنه.