الصين وجهة الاردن استثماراً وشراكة وصداقة
د. عاكف الزعبي
18-11-2017 03:47 PM
بحسب المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان)، تجاوزت الاستثمارات الصينية في الدول العربية في العام 2017 استثمارات الولايات المتحدة. حيث وصلت الى 30 مليار دولار شكلت 40% من الاستثمارات الإجمالية الخارجية في الدول العربية.
ووفقاً لوكالة شينحنوا الصينية الرسمية، تواصل الصين تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في الدول العربية في مجالات الطاقة والمعادن والصناعات البتروكيميائية والنقل والكهرباء والاتصالات. حيث لم تزد في العام 2017 عن 16% من الاستثمارات الصينية في الخارج .
على الاردن في ضوء ذلك ان يعمل على جذب الاستثمارات الصينية الى الاردن وان يبذل أقصى طاقاته من اجل ذلك، ويقدم لها اقصى ما يستطيع من تسهيلات. ولا ابالغ إذا قلت بضرورة ان نقدم لها كل ما تطلبه من تسهيلات. فالصين عملاق اقتصادي يمتلك القوة الاقتصادية والتكنولوجية وفوائض الاموال، وشهيته لا تزال مفتوحة على الاستثمار في منطق مختلفة في العالم. ومن هنا يمكن النظر اليها كمفتاح امل للأردن لتطوير اقتصاده في المديين المتوسط والطويل .
مشروع الصين الاول في الاردن هو شركة " عطارات " لتوليد الكهرباء من الصخر الزيتي . وهو استثمار صيني صاف بقيمة 1,6 مليار دولار ينتظر ان يولد 5500 فرصة عمل . لم تتردد الصين عن هذا الاستثمار رغم ما بدا انه تحد كبير له بسبب تراجع اسعار النفط التي تنال من جدوى المشروع طالما ان سعر النفط اقل من 80 دولاراً للبرميل .
ليس افضل من الصين من يبني مدينتنا الجديدة بل كل مدننا الجديدة . فالأردن بحاجة الى مدينتين جديدتين أخريين الى جانب عمان الجديدة. واحدة في الجنوب وثانية في الشرق بين الزرقاء والمفرق . وبحاجة لمن ينقب لنا عن النفط والغاز ، وينفذ لنا شبكة سكك حديديه ، ويبني لنا مطاراً ، وينشئ لنا جامعة اردنية صينيه .
لسنا بحاجة لاستثمارات الصين المالية فقط بل يجب ان نسعى حيث امكن ولزم لكي يكون الصينيون الدارسين والمخططين والمنفذين والمشرفين على التنفيذ في الاستثمارات التي يوافقون على تمويلها . نريد ان نستفيد من رؤيتهم وخبراتهم في الاستثمار ، وقدراتهم الفنية ، وميزاتهم الثقافية ايضاً في الانضباط والالتزام واحترام العمل وادارة الوقت وتثمين الانجاز .
لم يكن ما اقول غائباً عن قيادتنا . فقد زار جلالته الصين في السنوات الثلاث الماضية مرتين ، وشارك الاردن بجهد حكومي واضح في كافة الانشطة التي نفذتها الصين لإحياء طريق الحرير ، وسعى بعون ملكي لإنشاء جامعة صينية في الاردن نرجو ان لا تكون الآمال بتنفيذها قد تلاشت بعد .
قد يقول قائل ان ليس في الاردن ما يجذب الصين للاستثمار فيه مقارنة بدول اخرى . والجواب هو ان الاردن يملك قيادة يحترمها العالم ، واثبت انه البلد الاكثر استقراراً في المنطقة . ثم انه يملك من الثروات ما يجذب الاستثمار واهمها البوتاس والفوسفات واليورانيوم والنحاس . كما ان هناك افقاً واسعاً لصناعة الأسمدة.
قد لا اكون مخطئاً إذا اعتقدت بان وجود الاستثمارات الصينية في الاردن سوف تكون أيضاً عاملاً مساعداً كبيراً له للمشاركة في اعادة اعمار العراق وسوريا التي قد تعيق مشاركتنا فيه اعتبارات لا تخفى علينا جميعاً.