facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الاردني .. والدفع بلا مقابل


محمد حسن التل
12-02-2009 04:05 AM

امس تطرّق الزميل ماهر ابو طير في مقالته ، الى معاناة الاردنيين من عشوائية وظلم رفع الاسعار لمختلف السلع والخدمات ، وعلى رأسها المشتقات النفطية.

والحقيقة ان حديث الزميل ابو طير ، نكأ الجرح الغائر في خاصرة كل اردني ، ازاء الابتزاز الذي يتعرض له من قبل الحكومات والتجار ، من ناحية الارتفاع المهول لاسعار مختلف السلع والخدمات ، اضافة الى عشرات الضرائب التي يدفعها على مدار العام.

المعروف ان المواطن الاردني ، اكثر مواطن في العالم يدفع ضرائب متنوعة ومتشعبة ، مقابل القليل من الخدمات التي لا تكاد تذكر في كثير من الاحيان ، في معظم المجالات.

فالمواطن الاردني يدفع ضريبة دخل وضريبة مبيعات وضريبة مجاري بشقيها وضريبة مسقفات وضريبة معارف وضريبة خاصة ، اضافة الى دينار التلفزيون وفلس الريف الذي اصبح دينارا وعشرين قرشا ودينار الجامعات ودينار الايدز وضريبة الرسوم الاخرى ، وهناك ضرائب اخرى يكتشف المواطن بطريق الصدفة انه يدفعها. وفوق كل هذا يترك فريسة سهلة لنهش التجار ، دون اي تدخل من الحكومة ، بحجة الكذبة الكبرى "السوق الحرة"، الحكومة لدينا تتفنن في فرض الضرائب ، والظاهر ان نظرية "جيب المواطن بالنسبة للحكومة بئر نفط" اصبحت واقعا تتعامل معه الحكومات بجدية،.

نحن لسنا ضد الضرائب اذا كانت تقابلها خدمات وتسهيلات كما في كثير من الدول ، اما عندنا فالمواطن يتكفل بعلاج نفسه وعائلته ويتكفل بتعليم ابنائه وينفق في ذات الوقت على الحكومة ، التي لا تراعي حق الله في معظم اموره ، بل تبالغ في النفقات على حسابه ، من حيث السفر والتفاخر بالسيارات والمكاتب والنفقات المختلفة ، التي ترهق جيب دافع الضرائب.

الان الحكومة امام استحقاق تخفيض اسعار المشتقات النفطية ، التي تشهد تراجعا حادا في اسعارها دوليا ، ويبدو ان الحكومة ندمت على عدة تخفيضات اجرتها في الشهور الماضية ، واحست ان دخلها في هذا البند تراجع الى حد ما: فاخترعت قصة التسعيرة الشهرية ، التي جاءت موجهة ضد المواطن بالدرجة الاولى. وجاءت التسعيرة في الشهر الماضي مخجلة وظالمة ، حيث لم تجر اي تخفيض على البنزين ، وتم التخفيض بشكل رمزي على مواد الديزل والكاز والغاز. وهذه المرة التي سيأتي استحقاقها خلال ساعات ، بدأت التسريبات تظهر سواء في الاتجاه نحو رفع البنزين ، المادة التي كانت الحكومة منذ سنوات تقول انها تربح منها ، ولم تكن تشكل اي عبء على خزينة الدولة "حتى في وقت الدعم" ، وسيكون التخفيض رمزيا على الديزل والبنزين ، وربما تتراجع الحكومة عن التخفيض الرمزي للغاز ، وتحاول رفعه ، يعني ان المواطن كما يقولون "خرج من باب شرقي".

تُرى.. ألهذه الدرجة يبدو الاستخفاف بنا من قبل حكوماتنا ، التي سرعان ما تلجأ الى جيوب الناس في اي مبلغ تحتاجه لموازناتها المتعددة والمتشعبة ، نتيجة الانفاق العشوائي وغير المدروس؟ هل من المعقول ان تكون حكومة الاردن ، البلد الذي يعيش على المساعدات الخارجية والضرائب العامة ، تملك اكثر من عشرين الف سيارة معظمها من النوع الفاخر ، ذات المصروف العالي وان تكون تكاليف السفر السنوية لكبار موظفيها عشرات الملايين،.

ان المواطن في هذا البلد ، بات يشعر انه يدفع كل ما يملك مقابل لا شيء ، اي يدفع بالمجان ويضحي بأكثر من نصف دخله ، من اجل رفاهية الحكومة والمستفيدين من بركاتها،.

هل من المعقول ان يظل الاردني ، يدفع اضعاف اضعاف ثمن السلع والخدمات دون خلق الله؟ الى متى يظل هذا الاردني ، يلعب دور "جمل المحامل" وينظر الى دخله المتواضع اصلا ، وهو يتآكل يوما بعد يوم نتيجة تغول الحكومات في الضرائب والتجار في البيع والشراء دون رحمة،.

آن الاوان للحكومات ان تضع مصلحة المواطن - والتي هي اساس مصلحة الوطن - نصب اعينها وتقوم بدورها كخادمة لهذا المواطن ، لا ان تكتفي بدور الجابي فقط.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :