قرأت في صحيفة ''الرأي'' قبل مدة نبأ إغلاق (180) صيدلية، لاحتوائها على دواء مهرب ومزور، وما يدور في خلد كل مواطن صالح عند قراءة الخبر هو : كيف؟ ولماذا؟.
كيف يجرؤ هؤلاء المستهترون على الاستخفاف بآلام الناس، والاتجار بحياتهم وحياة أسرهم؟ ولماذا؟ أمن أجل حفنة دنانير يتم إيداعها في بنك، أو صرفها على أمور تمر وتنقضي كما تنقضي هذه الحياة الدنيا؟!.
المؤسف أن زمرا من الناس أصبحت تتعامل مع جملة من القيم الفاسدة كالغش والخيانة والسرقة بدون إحساس، يقتلون المرضى بصمت وهدوء ويفقدونهم الأمل بالشفاء، ويفقدون الآخرين الثقة بأنبل قطاع هو قطاع الصحة وما يمثله للمرضى ومن حولهم. وليسوا وحدهم في الساحة، بل أولئك الذين لا يراعون شروط السلامة في كل شيء مثلهم، في الشوارع والشركات ومؤسسات الدولة الخاصة والعامة.
فخيانة الناس في طعامهم وشرابهم ودوائهم ومنشآتهم جريمة، وينبغي التعامل معها بحزم يوازي الآثار التي يمكن أن تتركها على حياة الناس المعنوية والمادية سواء بسواء، وليعلم أولئك أنهم ليسوا بمنجى من السوء الذي يفعلونه.
وفي ظل استشراء الرغبة في الثراء السريع عند الصغار والشباب والكبار، تبقى أسئلة من مثل : كيف نحمي أنفسنا من هؤلاء؟ ولماذا لا يخافون؟ وفي انتظار تقديم إجابة ممن يعنيهم الأمر، وفي محاولة البحث عن سبل للحماية، تبقى الحاجة إلى تأسيس بنية تحتية رقابية وقانونية وإصلاحية، وتدعيم القائم منها، لتحفظ التوازن، وتعيد الأمور إلى الصواب، وتحد من الجرأة في الاعتداء على المال العام أو حياة الناس. وللعاملين في مؤسسة الغذاء والدواء التي ضبطت المخالفات تحية وتقدير.
reemmr42@yahoo.com