العتوم يكتب: في رثاء عصام كساب
عبدالله العتوم
16-11-2017 01:10 PM
كان أولى بي أن أظل صامتاً حول حدث هزني من الاعماق صباح هذا اليوم عندما ودعت أخاً وصديقاً فاجأني بالرحيل مبكراً عصام كساب أبو حسن ، وبالتأكيد أننا لن نلتقي في دارته في قرية (الكاشف) التي جمعتنا دائما وعلى مدى سنوات بعد اليوم، ووجدت نفسي مجبراً على أبداء ملاحظتين:
أولاً: هذا الرجل القادم إلى وطنه من المملكة العربية السعودية بعد أن درس وتخرج وعمل هناك بمعية والده (المتعهد) وبنى لنفسه رديفاً من الاحبة والاصدقاء ، وفتح قلبه وبيته وكنا هناك يوميا في رمضان حتى صبيحة العيد وكان في رأي جميع الذين حضروا هناك وناقشوا قد أجمعوا على دماثة خلقه وطيبته وبسمته التي لا تغيب فكانت المفاجأة بأن قلبه الكبير قد خانه، ولم يسمح لنا أو يسعفنا بأن نودعه خلال أيام ثلاثة قضاها في المستشفى.
ثانيا: عصام كساب كان رفيق سماحة الوالد الحاج محمود سعيد رحمة الله الذي كان يجمعنا في عين الباشا يوميا وورث منه كل خصاله الحميدة فكانت "الكاشف" رديفاً لمزرعة الحاج محمود، الذي كان يهددنا بأنه اذا التحق بالرفيق الاعلى "فاننا سنفودس مثل طلاب المدارس" فهل يستحيل علينا أن نجلس على المقعد الذي بناه أبو حسن بعد اليوم في الكاشف ...لا ندري ولن يكون بوسعنا الاحتجاج على رحيل الغالي أبو حسن المفاجئ.
ما أحوجنا اليوم إلى واحد بقامة عصام كساب بعد أن غادرنا من يافا إلى السعودية إلى عمان وكان يعرف كيف يمارس المحبة والاخوة والصداقة عزيزة على قلب كل واحد منا.
طيلة عقود من الزمن ،وذلك عندما ينادي على الاحباب وصوته على المدى "ودي وجاب "والكل يعرفه، ويحنّ الى نبرة صوته.
كنا مجموعة نلتقي في الكاشف المهندس سميح جبرين، راجح نصار، زياد الخصاونة ،جمال الضمور ،سمير الحياري ،باسم سكجها، أحمد سلامة ،د.صبري ربيحات، وأبناء الحاج محمود سعيد، د. سالم ساري و د.حلمي ساري و الدكتور يوسف الربابعة وأخرون لا يسمح المجال لذكرهم لطول القائمة.
كنا ننتقد ونتحدث عن مشكلات الوطن، نظر ألينا عصام كساب وقال أنا لست موظفا عاملا ولا متقاعداً كما أنتم ولدي سؤال يتيم:
تخيلوا أنفسكم جميعا أنكم لن تأخذوا رواتبكم وتقاعدكم لهذا الشهر فقط، كما اليمن وسوريا والعراق؟! والتفت إلينا وغادر لإتمام الوليمة كان يعدها لنا.
عصام كنت ذا وزن ودور ولك مكارم في الاخلاق...رحمك الله وكل التعازي إلى حسن وزيد وكريمات أبو حسن والسيدة أم حسن.
أبا حسن، أنا وكل أحبابك وتذكارات رفقتك سنحتفظ لك بصور حبيبة لن تغادر عن بالنا حتى نلتحق بك.