وزارة الاوقاف .. خطوة في الاتجاه الصحيح!
م. هشام خريسات
16-11-2017 12:46 PM
كثيراً ما اعتدتُ على معارضة قرارات وسياسات وزارة الاوقاف عبر العديد من وزرائها رغم العلاقة الطيبة التي تربطني بهم جميعاً، الا انني هذه المرة اشهد انها خطت خطوة في الاتجاه الصحيح!
فمن اكثر ما تنتقد به ادارة الوزارة للحجاج الاردنيين طريقة الاختيار على اقدمية السن مما يجعل وفود الحجيج القادمين من الاردن الى الديار المقدسة اكبر الوفود سنّاً واكثرها وفرةً بالمرضى والعجائز والمقعدين وغير القادرين صحياً، فيما تتميز الوفود الاخرى من كل دول العالم بتواجد عنصر الشباب وتنوع الفئات العمرية.
وقد جاء اقتراح معالي الدكتور وائل عربيات وزير الاوقاف الحالي ان يتم تدريجياً زيادة حصة المشاركين في صندوق الحج من الكوتا المخصصة للحجاج الاردنيين لتحقيق هدفين اولهما زيادة العناصر الشابة في صفوف الحجيج والثاني دعم الصندوق وتحفيز الاردنيين للمساهمة فيه.
ان فكرة "صندوق الحج" فكرة خلاقة تم اقتباسها من التجربة الماليزية الرائدة وكان اول من دعا لها وعمل على تطبيقها معالي الدكتور عبدالسلام العبادي وزير الاوقاف الاسبق، ثم تسلم الدكتور وائل عربيات -قبل ان يكون وزيراً- ادارة هذا الصندوق منذ نشأته ووضع له خطة طموحة بدأت بادخارات بسيطة ومتواضعة وقفزت الان بعد سنوات قليلة ليصبح الصندوق مالكاً ومؤسساً لمجمعات تجارية كبيرة في عمّان والعقبة ويتسابق العديد من الاردنيين للادخار والاستثمار فيه.
ومن وجهة نظري فان الهدف الذي يجب ان تسعى له الوزارة الزام جميع من يرغب بأداء فريضة الحج بالاشتراك في صندوق الحج لفترة محددة سنة او سنتين على الاقل قبل ادائه للفريضة مما سيجعل هذا الصندوق احد اهم واكبر الصناديق الاستثمارية الرائدة في الوطن.
وقد طرحتُ على معالي الدكتور وائل عربيات الاستفادة من تجربة صندوق التقاعد في نقابة المهندسين في طريقة توزيع قطع الاراضي على المهندسين بإعطائه الاولوية للمشتركين في الصندوق ثم تقسيم الفئات العمرية الى ثلاث فئات من الشباب الى متوسطي العمر الى الكهول ومنح كل فئة نسبة مئوية من قطع الاراضي ثم التفاضل على السن او اقدمية الاشتراك ضمن كل فئة، فاذا ما تم تطبيق هذه الفكرة على طريقة اختيار الحجاج فسيكون هناك تنوع عمري في صفوف الحجيج الاردنيين يعيد لموسم الحج الاردني حيويته وقوته وسلاسته.
لم اعتد ابداً امتداح قرار لأي مسؤول حكومي، بل كنت ألام لقسوة انتقادي لهم ولسياساتهم، ولكنني في هذه المرة مضطر للاعتراف بان وزير الاوقاف يسير في الاتجاه الصحيح!