أراه من أهم الاختراعات الإنسانية في القرن الجديد، حيث صمم باحثون مرآة ذكية تجبر مرضى السرطان على الابتسام عند النظر إليها لتصبح سطحاً عاكساً، بينما تبقى شاشة صماء سوداء مغلقة ما لم يبتسم لها المريض.. الكاميرا مرتبطة بإطار المرآة وثمة برنامج يقرأ الوجه المبتسم ويحول هذه الشاشة إلى مرآة حقيقية تستطيع أن ترى بها ملامحك وتقاسيمك وتسريحة شعرك لكنها لا تظهرك الا وأنت مبتسم.. وذلك إيمانا من الباحثين أن تعبيرات الوجه تؤثر على الشعور وتعطي انطباعاً جيداً للدماغ «أنني بخير»!.
مصمم المرآة الذكية ما زال يبيع اختراعه بكميات محدودة متمنياً أن تتبنّى إحدى الشركات هذا التصميم ليستطيع توزيعها في المستشفيات التي تعالج مرضى السرطان في مساهمة منه بتخفيف الألم ورفع الروح الايجابية عندهم..
قلت إني أراه من أهم الاختراعات الإنسانية لأنه يقايض الروح على السعادة، ويعيد الجرأة للمريض لممارسة عادته اليومية التي نمارسها أكثر من مرة في النهار بلا وعي أو تخطيط، أن تصنع الابتسامة ببرنامج كمبيوتر عندما يعجز الجميع عن صناعته هذه لفتة إنسانية رائعة.. لكن في نفس الوقت ليس المرضى وحدهم من يحتاج إلى «مرآة تجبرهم على الابتسام».. أتمنى لو أتعرف على مصمم المرآة الذكية السيد «بيرك الهان» لطلبت منه أن يصمم لنا مرآة ضخمة طولها أكثر من خمسين كيلومترا، وعرضها كذلك، نسندها على برج سكني كبير قبالة بحر العرب، وأخرى مثلها نسندها على جبال الأطلس في المغرب واحدة لعرب آسيا والثانية لعرب إفريقيا، وتحمل نفس التقنية حيث تبقى شاشة صماء سوداء مغلقة ما لم تبتسم لها الشعوب العربية.. واذا ما ابتسم العرب أصبحت مرآة حقيقية تعكس ملامحهم واحلامهم وآثار أوجاعهم.. فما مرّ على العرب والعروبة من حروب وانقسام وفقر وقهر أنهك الجسد العربي وأضعف الوطن الكبير أخطر بكثير من مرض عابر مثل السرطان يستأصل الورم إذا ما نبت أو يطفأ بعلاج كيماوي.. ما مر على الوطن العربي في السنوات الأخيرة أفقدنا القدرة على الابتسام وحتى الأمل..الرأي