لقد بات الجميع يلهث وراء الدنيا وما فيها من شهوات وملذات وهم بذلك يعشون كأنهم سيعيشون ابدا، متجاهلون اﻵخرة.
لقد اصبحت الدنيا اكبر همهم. فنرى المجتمعات ككل اصبحت في زماننا تصارع وتقاتل وتنافق من اجل المال او المناصب او الخ من مغريات الدنيا.
ونرى الافراد ان كانوا من العرب او الغرب ان كانوا مسلمين او اي ديانة اخرى تطغى وتفسد بسبيل تحقيق ذواتهم دون غيرهم بالقمع والجبروت.
للاسف ! لقد اصبحت المجتمعات تنجرف للقاع وهم لاهون والكثير من الافراد يحسبون انهم مالكون الدنيا وما فيها يتظاهرون بالسعادة ولكنها مفقودة بالحقيقة فيتراكضون لجلب المزيد سعيا للسعادة ولكنها بعيدة.
ولكن لماذا؟
انه الضمير الحي الذي مات في القلوب.
فكل انسان خلق بالفطرة هو انسان طيب ورقيق كالاطفال البريئين ولكنه ما أن أصبح يفكر سكن الشيطان عقله فأصبح الأنسان أقرب للدمار ان سار درب الشيطان.
وهذه سنة الحياة وهذه الدنيا دار اختبار للانسان.
انا لا اقول يجب ان نكون ملائكة ولكن ان نبقى بشر وليس شياطين البشر.
أخص مقالي هذا للمسلمين أمة سيدنا محمد الذي تركنا وهو قلق علينا من أذى الشيطان على مدار الأيام للنهاية.
فطوال السنين الماضية وايامنا هذه هناك نسبة كبيرة من المسلمين يعيشون حياتهم غائبون عن الحق. فأصبح النفاق أنفاسهم يظنون انه سيجلب لهم السعادة التي يرجون فيفشلون.
ويسعون بأفواههم وايديهم وارجلهم فعل المحرمات والمنكرات والكبائر دون خوف او تردد من اجل المال والملذات.
فهناك من المسلمين في مجتمعاتنا يفترون على آخرون للنيل منهم حسدا. وآخر يقول الباطل فيؤيده الكثير من حوله وهناك من يتآمر على أخيه ليوقعه وهناك من أصبحت البغضاء والكره في قلوبهم لبعضهم وهناك من يقتل أخيه من أجل حفنه من النقود وهناك من الفواحش والآثام التي تلتف بأمة المسلمين.
لقد اصبح الحق غائب والباطل حاضر ورغم الفسق والفساد الشائع الا ان الله ليس بغائب فهو حاضر وحي موجود .
من الواضح ان الكثير من المسلمين يصلون ويقرأون القرآن ويعبدون الله بالصيام والقيام ولكنها في الحقيقة هي حركات يؤدونها ولا يعملون بها. اي صلاة دون خشوع وقراءة قرآن دون تدبر وصيام عن الطعام وذم الاخرون. والقليل من يتصدق على البائس الفقير.
لا اريد ان أطيل في الحديث .... فهناك الكثير.
ولكنني استهجن الانسان المسلم الذي ينافق ويفعل الفواحش ويقول المحرمان ويسرق ولا يعمل بأخلاق الاسلام بل تراه يعيث في الارض فسادا وبعد ذلك يقول انا بصلي واعرف الله!!. او ان يقول ما فيه حدا غيري يعمل الخير!!
انه من المضحك بل من المحزن ايضا!!!.
ألا يعلم بأن الله يرى! ألا يعلم هذا المسلم بأنه راحل من هذه الدنيا عاجلا ام آجلا.
ألا يعلم بأن الله يعلم سره وما يخفى.
الحقيقة الغائبة!
ان القرآن يحذرنا في أكثر من آية ان الحياة الدنيا متاع الغرور. وان الله ليس بغافل عما يفعله الظالمون وانه اقرب الينا من حبل الوريد ونحن غافلون مصرون على حب الدنيا.
الحقيقة الغائبة:
ان القرآن الكريم يركز في أكثر من سورة على فضل الصدقة ونحن جاهلون همنا الوحيد اللهم نفسي نفسي.
الحقيقة الغائبة:
ان القرآن الكريم معجزة رسولنا الحبيب ذكر في اكثر من سورة الجنة والنار . وعذاب الحريق. والاغلال في اعناقهم. والكثير من الآيات الشريفة التي تحذرنا من عذاب النار ونحن غافلون نصر على السيئات.
واخيرا وليس آخرا.
الحياة قصيرة والايام معدودة فلنرجع الى ربنا ونتوب اليه . فلتعمل ايها الانسان الصالحات وتنصر الحق . فلتفيق من غفلتك.
الحياة الدنيا هي دار ابتلاءات وفانية وهي حياة اختبار وامتحان فهنيئا لمن فاز.
السعادة الحقيقية هي وجود الله بالقلوب وعبادته بصدق ترى النور فهذه السعادة التي يبحث عنها الجميع وهنيئا لمن يجدها.