خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة جاء مختلفاً عن الخطابات السابقة.
في السابق كان الخطاب يستعرض ما قامت به الحكومة من إنجازات وما تخطط للقيام به خلال السنة القادمة، أي أنه كان يلخص برنامج الحكومة لسنة قادمة، ومن هنا سمح الدستور باعتبار الخطاب بمثابة بيان وزاري تطلب الحكومة بموجبه ثقة المجلس.
خطاب العرش هذه السنة لم يقدم برنامج الحكومة، فهو معلن ويعرفه النواب والأعيان، ولكنه قدّم برنامج الدولة وتوجهاتها، وقرر مبادئ وقواعد تحقق الاهداف المرجوة. يقول الملك:
-نعتمد على ارادتنا وإمكانياتنا لمواجهة التحديات التي تواجهنا.
-هناك فرص إقليمية ودولية يمكن الاستفادة منها لرفع مستوى معيشة المواطن، والإشارة هنا إلى مكانة الأردن الإقليمية والدولية التي يرعاها جلالته، ويمكن أن تحقق فوائد ملموسة.
-العبارة السابقة: (قامت حكومتي بكذا) في خطابات العرش السابقة، أصبحت (على الحكومة) أن تفعل كذا، أي أن الخطاب لم يعد خطابا للحكومة بل خطابا للعرش.
-أمن المواطن وكرامته وحقه بغد أفضل هدف أساسي لكل جهد يبذل.
-الحكومة وضعت برنامجاً لتحفيز النمو الاقتصادي، وعليها أن تعمل على تنفيذه.
-التصدي لقوى الظلام وخوارج العصر يتحقق بتماسك الأردنيين.
أما هدف الاعتماد على الذات فقد ورد تحت عنوان لن يجد أحد الحلول لمشاكلنا إلا أنفسنا، في إشارة ضمنية لتخبط صندوق النقد الدولي في نصائحه ومواقفه المتناقضة.
لم يأت ِ الخطاب بمفاجآت، ولم يقصد به ذلك، فالهدف ترسيخ المبادئ والمفاهيم التي يجب أن تقود خطى الدولة. ولم يكن التركيز على الماضي بل على الحاضر والمستقبل.
عندما كان الخطاب يمثل في السابق بيان الحكومة وبرنامجها كان من المفهوم أن يقدم كل من المجلسين رده على خطاب العرش، أما وقد أصبح الخطاب يمثل العرش فربما لم يعد هناك مبرر للرد على الخطاب. وقد كان تصفيق النواب والأعيان وحماسهم شكلاً ملموساً ومسموعاً من أشكال الرد على محتويات الخطاب غير المثيرة للجدل.
الراي