ليس على نظام التسلل في كرة القدم , نجحت المبادرة النيابية في الحصول على مقعدين في المكتب الدائم لمجلس النواب الحالي , خميس عطية نائبا اول للرئيس وفيصل الاعور مساعدا , بل عبر عمل هادئ وتراكمي خلال الدورة السابقة ومن خلال نسج تحالف انتخابي مع كتل وازنة في المجلس ابرزها كتلة رئيس المجلس الحالي عاطف الطراونة , بالمقابل لم يحصل المنافس على نتيجة قليلة بل كاد ان يقلب الطاولة , مما يشي بأن معركة انتخاب المكتب الدائم كانت بروفة لانتخابات رئاسة مجلس النواب القادمة , التي بدأت تظهر ملامحها باصطفاف الاقطاب البرلمانية المبكر خلف مرشحي المكتب الدائم في الانتخابات الاخيرة , لقياس الحجم والتأثير .
صحيح ان المبادرة النيابية تعرضت لهجمة قاسية من تيارات اقرب الى اليمينية السياسية خلال المجلس السابق , لكنها نجحت في تأطير مفهوم جديد للعمل البرلماني عبر ما اسمته المبادرة حينها بالاشتباك الايجابي مع الحكومة , دون نجومية ودون استعراض عضلات كما هو المألوف البرلماني , وربما افقدها هذا السلوك الموضوعي معرفة الشارع السياسي بهذا الجهد , فبعض الاعلام انحاز الى التيار اليميني المناهض للمبادرة بعد فتحها ملف ابناء الاردنيات وحقوقهم تحديدا , علما بأن المبادرة اشتبكت ايجابيا مع المناهج والتعليم العالي والطاقة والصحة وباقي الملفات كملف النقل , وكان المأمول ان يتطور عمل المبادرة وعددها في المجلس الحالي , لكن ظروفا ليس المجال لذكرها الآن حالت دون ذلك .
انتخابات المكتب الدائم يوم الاحد الماضي , اعلنت عودة المبادرة النيابية بشكل واضح , ولا يمكن انكار رائحة هذه العودة , فالفكرة جديرة بالتطوير والالتفاف حولها , تحديدا في ظل سيادية شعار الاعتماد على الذات الذي يبدأ اساسا بتحويل الدعم من السلعة الى المواطن , وهذا يتطلب برامج وادوات رقابة ومتابعة والاهم يتطلب عقلا اشتباكيا مع الحكومة وخطواتها , بما يفرز عقلا جمعيا دون استفراد ودون تغول.
المبادرة في المجلس الحالي يغيب عنها بعض الاسماء المؤثرة تحت القبة , لكن ذلك لا يعني باي حال الانتقاص من الموجودين ومن الفكرة ذاتها وقدرتها على استقطاب اسماء وازنة ومؤثرة , وثمة ملمح لذلك في طور التشكيل والاعلان , وإن كنت اتمنى شخصيا ان تحمل نفس الاسم “ المبادرة النيابية “ بعد ان تنازلت المبادرة عن اسمها في مرحلة الانتخابات النيابية لاكثر من عامل موضوعي وظرف ذاتي لبعض المرشحين بسبب القانون والتركيبات الاجتماعية واظن ان هذا كان خللا تكتيكيا , على المبادرة تحت القبة وخارجها تجاوزه بسرعة , والعودة الى العمل البرلماني المؤسسي والبرامجي .
اللحظة الراهنة تتطلب عودة المبادرة النيابية ومبادرات غيرها .
المبادرة النيابية تعود باطلالة جديدة , فالفكرة لا يمكن اقتلاعها , واظن ان الواجب يقتضي عودتها وتماسكها كي تنتقل من كتلة برلمانية الى حزب سياسي برامجي , فهذا ما ينقص اللحظة الوطنية .
الدستور