الاعلام في خدمة «ثقافة اللقاء»
الاب رفعت بدر
14-11-2017 03:00 PM
تحت الشعار الكبير والبليغ أعلاه، أطلق المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام سلسلة ندوات ثقافية – أو ورشات عمل – تستهدف طلاباً وطالبات من الجامعات الأردنية العزيزة. والقصد منها ليس الوقوف على شعارات من ألفاظها السلبية، كأن نقول مناهضة خطابات الكراهية والغاء الاخر وتكفيره، بل التنشئة على «حسن» استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو التنبيه إلى أخلاقيات الاستخدام.
الشباب أمل الغد، وهو اليوم يطلُّ على الحياة، وهو يستخدم الوسائل التواصلية مع الماء والغذاء والهواء. لكن آن الأوان بالتذكير أن هذه الوسائل هي «وسائل» وليست غايات. وهذه لا تبرّر تلك. لذلك وجب أن تكون الغاية نبيلة والوسيلة نبيلة وشريفة وفاضلة.
هناك خطابات تسمّى خطابات الكراهية، وهناك مطالبات بأن تكون «حقاً» من حقوق الانسان تخيلوا! لكن «الحق هو الذي يحرّر» وهو الذي يبين أن المحبة فقط هي الواجب وهي الحق. ولا يمكن لأحد أن يطالب بحقٍّ مزيف عبر أخبار مزيفة، وإشاعات وأقاويل لا تحيط بكرامة الانسان شيئاً من الاحترام.
وفي ندوة من الندوات، وقف شاب جامعي وقال: كيف لنا أن نجعل هذه الوسائل الاعلامية خادمة للإنسان؟ ما أجمل هذا السؤال، وما أصعب الجواب عليه. فالتنظير شيء والواقع شيء آخر. وبإمكان كل عامل في حقول الإعلام أن يقول خطابات وأشعاراً حول أهمية الاعلام وفائدته ودوره في خدمة الانسان والإنسانية. ولكن الواقع أمر أمرّ وأكثر تعقيداً. فوسائل التواصل التي صحونا يوماً ووجدناها بين أيدينا، بدون سابق انذار، بتنا نستعملها وسائل تفرقة وخصام بدل أن تكون خادمة مطيعة لقيم الحياة والكرامة والجمال. ألم يحن الوقت لأنسنة الوسائل لتمسي في خدمة الانسان حقاً؟
في ندوة لمركز دراسات الرأي حول الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، قال مدير المركز خالد الشقران لكاتب هذه السطور: ذكرنا «أبونا» بالناحية القيمة للإعلام، فأعدت مبادئ سقراط حين كان يأتيه تلميذ مميز بخبر طازج: على مهلك، فهل ما تريد قوله هو ضروري، أم مهم، أم مفيد، أم مسلٍّ؟ انه من اجمل واهم سلم الاولويات في حياتنا وفي استخدامنا لوسائل التواصل.
القضية الاعلامية تكمن في انقلاب هذا السلّم، فالمسلي والمفيد حلا مكان المهم والضروري. وتكمن الحلول في عودة «ثقافة اللقاء» والمحبة، على لائحة السلّم وفي رأس هرم الأمور الضرورية. حياكم الله!
abouna.org@gmail.com
الرأي