لا أخفي حرصي على مشاهدة الرسوم المتحركة كل يوم خاصة قبل النوم ، وهي أفلام تعاد ويتكرر بثها مئات المرات ، ومع ذلك أضحك عند مشاهدتها كل مرة رغم أني بت أحفظها كطفل صغير . وأجد في هذه الأفلام تسلية تفوق ما يقدمه الكثير من الأفلام السينمائية والمسلسلات العربية التي تعرضها قنوات التلفزيون المختلفة .
تحظى حلقات منازعات ومناكفات القط توم ( توماس ) والفأر جيري ( جيرالد ) باهتمام خاص مني ، الجميع يفرح للمقالب التي يعدها الفأر جيري للقط توم ، بل ويطرب للضربات التي يتلقاها هذا القط الشرير من الفأر المشاغب أحيانا ، والمسكين أحيانا أخرى ، ويتعاطف معه ويلتمس له مبررات ما يفعله بالقط .
الموقف في واقع الحال غير ما يجري عند مشاهدة الحلقات ، إذ تتم مطاردة أي فأر بالبيت أو الجوار ليتم قتله بأسرع ما يمكن ، ويتم إبلاغ دائرة القوارض بأمانة عمان الكبرى لتهب لرش المكان والجوار بالمبيدات والسموم الفتاكة ، وبالمقابل يتم اكرام القطط وتقديم فائض اللحم والدجاج وما نحوهما طعاما لها ، بل وتعمل بعض العائلات على شراء أطعمة خاصة بالقطط ، وتوفرلها المأوى والرعاية الطبية .
أرى أن موقفنا العربي حيال معظم القضايا والأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية يشبه موقفنا من توم وجيري ، التأييد والتعاطف التلفزيوني لجيري ، والكره والشماتة للقط توم ، في حين يشير الواقع إلى العكس تماما . هل سيحل يوم ما يكون الظاهر والباطن واحدا ؟ وتكون مواقفنا صريحة وواضحة ؟.
haniazizi@yahoo.com