على مدى أربعة أيام متواصلة كنت اراقب حركتها المكوكية وهي
تنتقل من مكان لاخر ..تستقبل ضيفا..تودع اخر..تعقد اجتماعا في
احدى قاعات قصر المؤامرات الذي كان يعج بآلاف العلماء والباحثين
وأصحاب الإبداع ..ومنوثم تقفز لتترأس جلسة من جلسات المنتدى..!
لم الحظ دقيقة واحدة ان الابتسامة غادرت وجهها طوال الايام
الأربعة.. كانت تحيي الصغير قبل الكبير..تحتضن الطالب قبل
العالم..تصر على ان يكون كل ضيوف الأردن بخير قبل أن تفكر بأن
ترتاح دقائق..!
بصراحة..قلت في داخلي..كيف لهذه المرأة ان تتحمل كل ذلك المجهود
دون أي تعب..كيف تحافظ على رقيها وجمال روحها ودفء ملقاها دون
أي تذمر..!
هي سيدة استثنائية وتلمس ذلك حين تستقرئ إنجازاتها على مدى
سنوات، حافلة بمواقفها الأصيلة وإنجازاتها التي تركت بصمات في
قلوب من عمل معها.
انتهجت سموها مبادئ وقيمًا سامية، إلى جانب الشخصية المتفردة
التي تتمتع بها والتي صقلها الشغف بالمعرفة والحرص على أداء الواجب
والحس الإنساني الكبير، ما جعل دورها يزداد أهمية في بناء أردن
متعلم مبدع في شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا . الامر الذي حذا
بمنظمة عالمية مثل اليونسكو كي تعينها مبعوثة خاصة للعلم من أجل
السلام . بالطبع إضافة إلى المراكز العديدة التي تشغلها ..!
ومع ذلك كله ..لم يكن ابداعها وتفانيها في تطوير الأردن علميا هو فقط
ما شدني لمراقبتها وتوثيق لحظات نادرة من شخصيتها..ما ابهرني في
ما شدني لمراقبتها وتوثيق لحظات نادرة من شخصيتها..ما ابهرني في
تلك الشخصية، التي كنت التقيتها في مناسبات غير رسمية منذ سنوات
طويلة، هو تلك الطفلة التي تسكنها والتي مهما حاولت أن تخفيها وقت
العمل.. كانت تقفز أمامها بكل شقاوة لترسم لوحة حب..بل لوحات عن
قصة اميرة من كتب الأحلام..اميرة تعانق السماء كي تقطف النجوم
وتزرعها في دروب الوطن دون أن تنتظر مكافأة من احد كغيرها ممن
يبيع الوطن كلاما ومبادرات لسنوات تنتهي أخيرا في أرصدة بنوكهم لا
في طرقات الوطن..!
ان تستطيع وفي هذا الظرف المقلق الذي تعيشه منطقتنا العربية في
ان تستقطب ٣٠٠٠ مشارك من خيرة علماء العالم وأصحاب العقول
التي أثرت البشرية بابداعاتها هو إنجاز نادر تستحق عليه تحية من كل
أردني..!
ان تنجح في إقناع مؤسسة بحجم منتدى العلوم العالمي الذي لم
يغادر منذ بدء انطلاقته عام 2003 خارطة أوروبا وبالتحديد العاصمة
الهنغارية بودابست في ان يحط رحاله على ضفاف البحر الميت..هو
بحد ذاته أنجاز تاريخي للأردن عجزت عنه حكومات.. هي وحدها
بتفانيها للوطن وعملها الصامت دون البحث عن أضواء يلهث خلفها
الكثيرون دون أي إنجاز يذكر.. وحدها نجحت في وضع الأردن وعلى
مدى ايام منتدى العلوم العالمي الخمسة على خارطة العالم العلمية ..!
لن انسى دمعتها وحشرجة الحب في صوتها وهي تقرأ كلمة افتتاح
المنتدى عندما وجهت الشكر لمعلمها وملهمها والدها سمو الأمير الحسن
بن طلال..عرفتم الآن عمن اتكلم..نعم إنها سمو الأميرة الرائعة سمية
بنت الحسن..!
وقف الجميع تحية لها..
وفي كلمة اختتام المنتدى بادلها سمو الأمير الحسن لوحة عشق من
نوع آخر.. إذ لاحظ إنها مرهقة بعد كل تلك الايام بل الشهور الطويلة
والسفر المتواصل للإعداد للمنتدى، فصعد على المسرح وطلب معروفا
والسفر المتواصل للإعداد للمنتدى، فصعد على المسرح وطلب معروفا
من المنظمين ان يقرأ أحدهم عنها التوصيات.. في تلك اللحظة من كان
يتكلم هو الاب الذي خاف على طفلته وليس الأمير صاحب الحكمة
والعلم والثقافة..جسدا معا أجمل لوحة عشق بين اب وطفلته التي مهما
كبرت يبقى يخشى عليها من التعب ..ذلك هو الحب..ذلك هو العطاء بلا
حدود..
شكرا لك اميرتنا التي علمت الجميع دروسا في الأخلاق والتواضع..شكرا
سمية..واسمحيلي ان اناديكي باسمك دون القاب..لأنك جسدت معنى
ان تكون انسانا دون حاجتك إلى أي لقب..أثبت للجميع أننا نحن
من نصنع الألقاب وليس العكس كما يعتقد مريضو النفسيات الذين
يتسلقون على ظهر اللقب كي يصنعون اسما لهم..لكن الحمد ا
يسقطون بزوال ذلك اللقب..!
شكرا لك اميرتنا..على السهرات الجميلة التي جعلت ضيوف الأردن
مبهورين بشخصيتك وانت تنتقلين كالفراشة بينهم..ترقصين مع الصغير
قبل الكبير.. وما أجملها من نظرات كان يبادلك بها طلابك في جامعة
الأميرة سمية وانت تحتضنينهم كابناء لك..وكم تأثرت وانا استمع منهم
إلى مدى عشقهم ولا اقول فقط حبهم لك..
باختصار..ما قمت به تعجز عنه وزارات كاملة..وضعت الاردن على
خارطة الحب والسياحة..
أعدت للوطن سمعته العلمية..
الف تحية لك باسم الوطن
لأنك اميرة..بحجم الوطن ...!
Las