الزعران من منا لايعرف من هو الازعر، اذكر في طفولتنا ايّام لعب الاولاد في الحارة كان دوما هناك شاب يتصدر مدخل الزقاق معروف لدينا أنه الزعيم او بينا معروف بالأزعر , طبعاً يعتقد البعض ان هذا الوصف يحمل الصفات السيئة وانه مرتبط بكل ما هو معيب وغير أخلاقي، بالطبع لا فقد كان الأزعر في الحارة يدافع عنها وينصف المظلوم ويساعد المهزوم ويجمع كل الاولاد ويقدمون له الولاء والأحترام، لقد كان الأزعر قدوتهم وكان و في الشدة عزوتهم.
زعران الأمس .....
كم تفتقد الحارات لزعرانها ، فلا مدافع اليوم عنها ،وكل واحد له شأنه، فأصبح الطفل حقة مستباح والمرأة تغازلها الجدران، لكن في السابق كانت تسير وعيونهم تمنحها الأمان، اليوم حارتنا لا صوت لها، أين صراخ البقال وبائع الخردة والزمار ينادي لغزل البنات والحلويات ، كما أن أصوات الشجار البلدي بين الاولاد إختفي إبتلعت الأرض الدواحل (القلول) وأصبحت كرة الشرايط (والسبع حجار) مجرد ذكريات، كانت حاراتنا أكثر أمناً وحباًوحياة ، لعلها الحضارة ؟!!، سببت لها الإبادة وإبتلعت الماضى الجميل.
زعران اليوم .....
أين تجدهم وكيف هو شكلهم ؟؟
هل يعيشون في الحارات؟؟
هل يدافعون عنا في الزقاق ؟! كما عرفناهم في طفولتنا ؟!
نعم الحالات تعددت والزعران تنوعت أشكالهم وإختلف المفهوم والمضمون وأصبح لهم وصف جديد ، يرتدون كل جديد ينافسون الناس في لقمة العيش وفِي كل شئ حتى في الرضيع والوليد ،إنهم اليوم تجار العبيد ،هكذا أصبحت حياتنا مليئة بعصبة بغيضة من اللصوص العيش الكريم.
حال الحارة....
تلك الحارة القديمة أصبحت أحياءٌ مكتظةٌ بالناس من مختلف الأجناس، والزعران فيها أصحاب نفوذ سئ، يرتدون أقنعه تبشر بالدمار كلها مخيفة ،حتى الضاحكة منها، تنذر بالشؤم.
مطلوب زعران زمان ...
كلمة رغم ان وقعها لا يلاقي عند البعض اي إستحسان إلا أن قوة الاصالة فيها تجعلك تشعر بأننا نحتاج لذاك المفهوم البسيط يحمل في ثناياه حب الولد لأبيه وحبه للحارة وأصحابه وكل جيرانه وحرصه على أرضه وعرضه ، نعم نحتاج الازعر (الزقرت) إبن البلد الغيور صاحب النخوة ، أخو صاحبة ، إبن حارتنا ، إبن الأردن بكل بواديها وحواضرها ،شرقها وغربها ،شمالها وجنوبها ، نحن اليوم شباب الوطن ، مشاعل أملها قيادتنا تحمل الراية الهاشمية ومليكنا بَطلُنا ، عاش الملك عاش الأردن.
ودمتم للوطن.