كل منا يرمي أحماله على الآخر
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
12-11-2017 01:18 PM
نحب النجاح، ونحب أن نصل، ونحب الإنجاز، ونحب أن نجني الأموال، ونحب أن نعيش سعداء، ونحب أن نحصل على علامات عالية في الجامعات، ونحصل على ترقيات في الوظيفة، وأن نتملك أشياء كثيرة، ولكن ما الخطأ في مجتمعنا؟ الخطأ الكبير هو اتكالنا على بعضنا وعدم سعينا للحصول على الأشياء التي نريدها بتعبنا، مثلا الزوجة تحب أن يبادرها زوجها بهدية وكلمات طيبة، ولكنها تتعالى أن تبادر هي، وهو كذلك الآمر، (شعب على رأسه ريشه)، يريد أن يترقى بالوظيفة، ولكن دون أن يتعب في عمله ويتميز بين زملائه لماذا؟
لأنه (اعتمد على واسطة توصله)، طالب في الجامعة يريد النجاح والحصول على علامات عالية، دون أن يدرس ويجلس بالمكتبة ليبحث ويتقصى، لماذا؟
( لوجود من يرفع الهاتف على دكتور المادة ليعطيه علامة عالية دون أن يتعب)، نحب أن نمتلك أشياء كثيرة ونعيش بمستوى راقي، دون أن نعمل إدارة مالية للأسرة ونوفر، ونبحث عن فرص عمل أخرى ( نريد الآخرين من أخ وأب وصديق وجار أن يعطينا، إذا تعودنا أن يرأف الآخرين لحالنا).
نريد الحصول على السعادة، وكأن السعادة لباس نستطيع شراءه، وننسى أن السعادة بكثر الحمد لله على نعمائه والتقليل من التشاؤم، والقناعة بما نملك، نريد أن ننجب الكثير من الأبناء، ونريد من الدولة أن توفر لهم سبل العيش الكريم، وننسى أننا نحن من اتخذ القرار وعلينا تحمله لماذا؟( لأننا لا نخطط قبل أن نقوم بالعمل).
نريد أن نأخذ قرض من البنك مندفعين لأسباب غير مهمة جداً، لنقوم بشراء شيء أو سفر ليس له داعي بالظروف المحيطة بالأسرة، دون أن نفكر هل سيؤثر ذلك على الالتزامات الشهرية ومصروف الأسرة والأبناء؟
(وقتها نقع في ورطة ونبدأ نطلب من الآخرين مساعدتنا)، نريد أن نغير أثاث البيت، وليس لدينا ميزانية، ونجبر الآخرين على أن يتحملوا معنا الأعباء المالية وكأنهم مجبرين على ذلك، شعب غريب ( كل يريد أن يعيش على حساب راحة الآخر وسعادته)، وهنا لا نلوم هذا الشخص، بل من يساعده، جميل أن نساعد الآخرين ولكن ليس بالمقدار الذي يستغل فيه طيبتنا وكأن الوقت الذي نملكه والمال هو من حقه، وعلينا أن نستغني عن راحتنا وسعادتنا ليهنأ هو بالسعادة.
فرفضك أحيانا لطلب الآخر لا يكون سلبيا، بل إيجابيا لتعلمه أن يلتزم بظروفه ويعرف أن مال الآخر ووقته ليس من حقه استلابه.
فإذا لم تبدأ انت المبادرة وتوقف الآخرين عند حدهم، فسوف تكون انت من فتحت له الباب ليتمادى.