مناظرة عطوان بعدأن فات الاوان
عمر شاهين
17-04-2007 03:00 AM
شاهدت على" قناة الجزيرة مباشر" مناظرة مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ريتشارد بيرل أحد أقطاب المحافظين الجدد في الولايات المتحدة والملقب ب "أمير الظلام" مع رئيس تحرير القدس العربي والسياسي المعروف عبد الباري عطوان والذي ساعدت قناة الجزيرة سابقاً على إعطائه فرصة الحوار بعدة برامج ومداخلات تحليلية وتقديم أرائه بكل حرية.المناظرة التي جرت في الولايات المتحدة وأظن في جامعة هارفارد الأمريكية، لم تُقدم الجديد، فالمتحاوران أعادا نفس كلامهما الذي شاهدناه وسمعناه من قبل ، ولكن ما أثار إعجابي هي أسئلة الصحافيين الجريئة حيث فشلت كل حملات التعتيم التي سخرها المحافظون الجدد للتعتيم على الحرب التي كلفت الوليات المتحدة 247 مليار دولار ، وثلاثة ألاف جندي أمريكي ومئات الآلاف من الضحايا العراقيين الذين أُهدرت دمهم قربانا للحرية التي قدمها المحافظين الجدد "الصهيونيون المسيحيون" .
فالشعب الأمريكي لم تنطلي عليه تلك الخدع والكذبات التي يحاول سياسيوهم صياغتها، والتي أعادها بيرل في تلك المناظرة ، حتى أتهمه أحد الصحفيين الجالسين أنه مجرم حرب ، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان.
الغريب أن بيرل كان يتحدث بكل وقاحة أن العراق أحسن حالا من ذي قبل، ولا اعرف أين الحرية التي يتحدث عنها، فإذا كان مصير المعارض السجن سابقا في ظل الدكتاتورية، فأن من يتحدث اليوم بأي شأن كان سيجد رصاصة أو تفجيرا يستهدفه من أحد الجهات الأربع.
لقد كان بيرل أشبه بمهرج لأن كلامه يتنافى مع الواقع الذي يظهر يوميا على شاشات العالم ، لم يعد الأمر بحاجة لمناظرة أو أحجية، ولكن بحاجة لاعتراف ومحاكمة للمجرمين الجدد الذين لم يعد بحوزتهم أي كذبة يتذرعون بها بعد أن تفتت العراق وتشظى وصار الرصاص يتوجه من الجميع لمحتل لم يتقن سوى التدمير.
عبد الباري عطوان أجاب ببراعة على كل ما وجه له من أسئلة لأنه اعتاد عليها مئات المرات وتحدث وكتب عنها أكثر من ذلك، ولكنه لم يَظهر متأزما وحانقا مثلما يظهر على قناة الجزيرة عندما يهاجم فتح أو مصر أو الزعماء العرب ، لقد كان يضحك ويتحدث بهدوء ، فقد يكون عطوان يسعى إلى تحسين صورته سيما أنه أجاب على أحد الأسئلة التي وجهها له أحد الحاضرين "بأن هل سيقابل بن لادن مرة أخرى " فأجاب عطوان بكلمة لا متعذرا بأنه سوف يقصفه الأمريكان عندما سيتواجد بجانب إبن لادن.
من الجميل أيضا أن نتمعن بالحرية الأمريكية التي تستقبل عدواً إعلامياً لها في جامعة مهمة مثل جامعة هارفارد الأمريكية، وتسمح للصحفيين أن يستمعوا له ولخصمه الأمريكي وتوجيه ما يجول في بالهما من أسئلة.
الشعب الأمريكي فطن للخداع الذي عاش به وصدقه لفترة من الزمن، أما العرب فمع كل خسارة لم يتعرضوا لأي مناظرة بل الهتاف للخاسرين وطلب المزيد من فترات الحكم لهم .
Omar_shaheen78@yhoo.com