تقوم الان بعض البلديات، مشكورة، بحماية المواطنين من خلال حملة واسعة ضد الكلاب الضالة. عتبي على الأسلوب الذي اتبعته بعض البلديات وأقصد بذلك إطلاق النار العشوائي عليها "الطخ" وهذا اسلوب غير حضاري في القضاء على هذه الكلاب. إذا كان همنا وهدفنا حماية الانسان، فالتعامل الإنساني مع هذه الحيوانات ايضاً مطلب ضروري ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار. أما ممارسة هواية "الطخ" والقتل العشوائي يعبر فقط عن عشوائية بعض القرارات التي تصدر من بعض المسؤولين كون اسلوب الإبادة " الطخ " غير انساني إطلاقاً ويمارس على حيوانات التي هي كائنات حية خلقها الله.
تواصلت مع مسؤولين بيطريين وأفادوني بأن هناك اكثر من طريقة للقضاء على الكلاب الضالة وبأن "الطخ" ليس احدها.
أمانة عمان مشكورة كانت من أوائل من تواصلوا معي عند انتقادي لأسلوب القتل العشوائي على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأرسلوا روابط تفسر الطريقة السليمة الانسانية في التخلص من الكلاب الضالة والتأكد من سلامة الانسان.
ومن القصص المثيرة التي لا تذكر بأن البعض يأخذ موضوع إبادة الكلاب الضالة بأسلوب القتل بالسلاح كذريعة لتصفية حسابات شخصية مع آخرين. قصص متعددة وردتني لكن اذكر أبسطها هو أن احد اعضاء بلدية ما قام بقتل كلب في بيت صاحبه بحجة الإبادة !
ما اريد أو أوضحه بأنني لست ضد حماية المواطنين من الكلاب الضالة، بل مع العشوائية في طريقة القضاء عليهم و ضد استعمال الأسلحة. فالقتل بالسلاح الناري ليس من الطرق الرحيمة ولن تكون.
وإذا كان حقيقةً الهم هو حماية و صحة الانسان وسلامة البيئة، يجب ايضاً ان نتنبه للطيور التي تباع على الطرقات وفِي شوارع العاصمة. فقد سجلت شكوى لدى شرطة البيئة عندما أعلمني احد المختصين بأن هذه الطيور تأتي من خارج الاردن من البلدان المجاورة ، واحتمالية أن تكون مصابة و تنقل عدوى الي البيوت كبيرة، وبأن من يقوم ببيعها هم من غير الاردنيين.
إن هذه الهمجية في التعامل مع الحيوانات يحب أن تتوقف. صورة الاردن في المنطقة والعالم صورة تعكس دولة السلم والسلام والإنسانية، والإنسانية هي أيضاً تعامل يطال الحيوانات وكل روح حي.
نعم الانسان أغلى ما نملك لكن أرى بأنه على عاتق المسؤولين وضع تعليمات وطرق واساليب واضحة للقضاء على الحيوانات المؤذية وعلى الكلاب الضالة باستخدام الطرق الحضارية المناسبة لكل حالة، ومحاسبة كل صانع قرار يتعامل بأسلوب غير حضاري أو إنساني مع كل ما هو حولنا.