يعتقد كثيرون، ليس بدون مبررات، إن حالة التوتر الراهنة بين السعودية وإيران سوف تتحول إل حرب حقيقية بين البلدين، وأن هذه الحرب ستكون لها امتدادات إقليمية.
هذا الاعتقاد قوي كثيراً بعد اطلاق الصاروخ الإيراني من اليمن باتجاه مطار الرياض السعودي ، مما اعتبر رسالة ذات مغزى.
إذا تحول تبادل الحملات الإعلامية إلى تبادل إطلاق النار ، فإن الأرجح أن إيران سوف تستخدم الحوثيين في اليمن كما تستخدم حزب االله ضد إسرائيل. أي أنها تفضل أن تحارب من الخلف.
لم يحاول المحللون أن يقارنوا بين الإمكانيات العسكرية لكل من السعودية وإيران. ولكن من الواضح أن لكل منهما عناصر قوة وعناصر ضعف: السعودية مثلاً متفوقة على إيران بنوعية السلاح (الأميركي)، وبسلاح الطيران. ولكنها ضعيفة في العنصر البشري ، فهي لا تستطيع أن تزج بالآلاف في أتون المعركة بصرف النظر عن الخسائر في الأرواح، كما كانت إيران تفعل في حربها على العراق في ثمانينات القرن الماضي.
مع أن العراق وسوريا ولبنان مناطق تتمتع فيها إيران بنفوذ كبير، إلا أنه ليس من المتوقع أن تلعب هذه البلدان دوراً مباشراً لصالح إيران في حربها على السعودية باستثناء حزب االله الذي أصبح قوة جاهزة للذهاب إلى حيث تريده إيران.
في المقابل فإن جهات عربية عديدة سوف تنحاز سياسياً وإعلامياً إلى جانب السعودية، ولكن ليس معروفاً ما إذا كانت هذه الدول ستسهم في الحرب فعلياً، اللهم إلا فيما يخص الإمارات العربية المتحدة.
المجتمع الدولي سوف يتفرج على الدول المنتجة للنفط وهي تفتك ببعضها بعضاً ، وقد يكتفي بتوجيه النداءات بضبط النفس واللجوء إلى الحوار، حيث أن المصدر الوحيد الذي سوف يثير قلقها هو ارتفاع أسعار البترول عالمياً إلى مستويات تصاحبها هزة اقتصادية ومالية عالمية غير مسبوقة.
مجرد التصعيد الإعلامي بين العملاقين البتروليين أدى إلى ارتفاع أسعار البترول إلى مستوى لم يصل إليه منذ عدة سنوات، فما بالك بحرب حقيقية توقف شحنات البترول إلى الغرب.
حرب إيرانية - سعودية توفر لأميركا وإسرائيل فرصة توجيه ضربات مؤثرة لإيران وبخاصة منشآتها النووية، ليس حباً بالسعودية، بل للقضاء على طموحات إيران بالتحول إلى قوة نووية تهيمن على منطقة الشرق الأوسط الحيوية بأكملها.
الراي