يخرج علينا المركز الفلسطيني للاعلام التابع لحركة حماس بمقالة تهاجم الاردن ، وحين ترى كيف ان الاردن امسى "رغيف الشعير".. مأكولا مذموما ، تحزن وتأسف ، لكل هذا الطعن في ظهر الاردن ، دون سبب..ودون مراعاة لاي شيء.
في المقالة ، اياها فقرات طويلة ، لا ارغب بنشرها ، غير ان ملخصها ان الاردن متحالف مع امريكا واسرائيل ، استعدادا لجمع معلومات ، قبيل ضربة اخرى مقبلة ، وان الاردن ، هو الذي درب كوادر الشرطة الفلسطينية وفتح وجعلها تتخصص في قمع المقاومة وتعذيب شبابها ، وهناك اساءات اخرى ليس هنا محل ذكرها ، اذ يصعب ذكرها من حيث المبدأ ، كما تتطرق المقالة الى خلفيات العلاقة بين حماس والاردن ، والاردن وجماعة الاخوان المسلمين ، وغير ذلك من جمل هنا وهناك.
سيخرج علينا من يقول ان هذا مقال يتحمل مسؤوليته كاتبه ، والواقع ان لا موقع الكترونيا ، ولا صحيفة اليوم ، تنشر رأيا يخالف رأيها ، في هكذا قضايا حساسة ، فمجرد النشر يعتبر تبنيا للافكار ، التي في المقال بشكل او اخر ، وهذا يعني ان المركز الفلسطيني للاعلام ، احدى اذرع حماس الاعلامية ، يطرح مثل هذا الرأي المؤسف والجارح ، الذي يصل حد اتهام الاطباء والممرضين في الخدمات الطبية الملكية ، الذين ذهبوا الى غزة ، عبر المستشفى الميداني ، بأنهم يقومون بمهمات اخرى ، وهي عقلية لا تدل الا على النقص والنقيصة ، ولعل المثير ، ان يكون الاردن البلد العربي والمسلم والوحيد في العالم الذي يرسل هذا المستشفى الى غزة ، فيتم اتهامنا بأننا نرسل واجهه امنية ، لجمع المعلومات ، والادهى والامر ان يتم اتهام الاردن ، بأنه كان على علم بالضربة مسبقا ، واستعد لذلك باتخاذ اجراءات لتنفيس الجماهير ، وهو كلام مهين ايضا للجماهير التي يتم تنفيسها بهذه البساطة ، وفقا للمقالة على الموقع.
ليس الوقت وقت اقتتال ، وليس وقت اشعال فتن ، غير انه من المحزن ، ان يتبرع الناس في الاردن ، بحبة الدواء الى غزة ، لكن هناك من يخرج ويعتقد ان حبة الدواء "مؤامرة" والاجهزة الطبية التي تم ارسالها ، كانت على حساب مرضى في الاردن ، لم يعترضوا ، واعتبروا ان اهل غزة اولى بالدواء ، واهل غزة ايضا ، الذين خرجوا لاستقبال المستشفى الميداني الاردني بالالاف ، والمستشفى الذي يزوره الف مريض يوميا ، وقد اجابني رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق خالد الصرايرة ، قبل يومين ، ان هناك عمليات كبرى هامة اجريت ، شرحها لي في ذات المكان اللواء الطبيب عبداللطيف وريكات ، ولم ار سعادة ترتسم على وجهيهما ، مثل حالهما ، وهما يشرحان كيف خفف المستشفى عن اهل غزة ، بكل معنى الكلمة ، لنعود ونقرأ هذا الكلام ، السفيه ، على موقع الكتروني ، تابع لحركة حماس ، وكأن المقصود تسويد وجه الاردن ، الابيض ، والذي سيبقى ابيض ، مهما سعى اصحاب الاجندات لمسه ، او الاساءة اليه.
اسوأ ما في الرد على هكذا ترهات ، اننا نؤذي الجماهير والناس التي تعاطفت مع غزة ومع حماس ، ونجرها الى الكراهية ، واذا كان هذا ليس المقصود بأي حال من الاحوال ، فان الاصل ان لا تتم الاساءة للاردن ، وان يركز الاخوة في حماس على من يعاديهم حقا ، وقد أسفت ما دمنا نتحدث عن "الذكريات" انني ارسلت تسعة اسئلة الى السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق للاجابة عنها ، كانت الاسئلة الثلاثة الاولى عن الاردن ، فلم يتواضع للاجابة ، لانه لا يريد ان يقول كلمة بحق الاردن ، وسط تفرغه لاستقبال الوفود في دمشق ، فيما شعبنا يذبح في غزة ، وفيما شباب المقاومة الميدانيون يتولون مهمة الدفاع عنها ، بما في الكلمة من معنى ، في الوقت الذي تطير فيه القيادات السياسية ، من بلد الى بلد ، ومن مقابلة الى مقابلة.
مؤسف حد الجرح ، كل هذا الكلام ، مؤسف حد الفجيعة ، فلم يترك الدمع بيتا اردنيا ، الا ودخله ، خلال المذبحة ، ليخرج علينا من يقول في النهاية ان المستشفى الميداني جاء لمهمات اخرى...وقد اؤيده في هذا الرأي فقد جاء لعلاج الناس ، وللبحث عن الضمائر الفاسدة لعلاجها ايضا ، كضمير كاتب المقال..ان ولد ، اصلا ، ومعه ضمير.
m.tair@addustour.com.jo