أحداث عظيمة تجري ليلا .. على أي مصيبة سنستفيق؟
09-11-2017 12:39 PM
عمون – لقمان إسكندر - أحداث عظيمة تجري ليلا.. على أي مصيبة سنستفيق؟ جرت العادة هذه الأيام أن تقع الأحداث التاريخية الكبيرة والخاطفة ونحن نيام. يَقْرُصك بعض البرد، فتتلحف بما لديك. تهمس لنفسك، ما المصيبة التي سنستفيق عليها غدا. تدرك أن الفاعل لا يقيم على خطوط طول توقيت جرينتش في منطقتك، لكنك في أية حال تنام.
قبل هذا الموسم كنا نستيقظ، وقد بللت غيمة - كانت فوقنا – ترابنا فنشمّها بعشق. اليوم صرنا نفيق على طين نشرات الأخبار.
الأرضية تتجهز مرة أخرى. في السعودية حَنَقٌ لما تقوم به إيران في المنطقة. وفي إيران عين حمراء لا آذان لها. أما في التفاصيل اليومية، فقد فتح اللبنانيون اليوم باب طائرة رئيس الوزراء التي حطت في مطار بيروت، فلم يجدوا سعد الحريري فيها. واليوم أيضا اصطف 313 عنصرا من عناصر حزب الله والميلشيات الايرانية متعددة الجنسيات في جنوب سوريا، كما اصطف الصحابة في معركة بدر. يسوون الصفوف لصناعة جنوب سوري يشبه مثيله اللبناني. إنها معركة إيرانية تخوضها طهران بأصابع اثني عشرية إذن.
أثناء ذلك سنتابع نحن حياتنا اليومية. في الصباح سنفتح التلفاز، ونسأل عما فعله العالم بنا في العتمة؟ ينتاب الناس شعور عام بقرب وقوع انعطافات حادة ومفاجئة في المنطقة. أحداث كبيرة، نار تَطْبُخ حصى مصائرنا. من نحن حقا؟ صَخَبٌ يكسّر زجاج هدوءٍ نريده آمنا وأمينا. صٌراخ في كل مكان حولنا.
كأننا في مركبة بلا مكابح، على شفا جرف هارٍ، ننتظر انهيارا في كل لحظة.
صحيح أننا نعيش داخل المركبة آمنين، وربما لمزيد من الطمأنينة سنسمح لأطفالنا باللعب في الكرسي الخلفي للمركبة، وجُل همّنا ان لا يؤذي الشقيق شقيقه الأصغر، وهما يلهوان. لكنها مركبة تهوي.
إن رغبت. افتح التلفاز. وضع على قناة أطفالك.
واشرد عن محيطٍ يقتلك. هل تنجح في المحاولة؟ المركبة ما زالت تهوي. وأنت ما زالت مشغولا بمتابعة توم وجيري.