خطر التهديدات الإيرانية على الأردن
محمد الداودية
08-11-2017 12:25 AM
هاهي طبول الحرب تدق، وقرقعة السلاح ترتفع في لبنان، ساحة الحرب العربية الجديدة التي تفتحها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أصبحت متخصصة في تصدير عدم الاستقرار !!
لماذا تصر ايران كل هذا الإصرار على جلب الدمار الى بلادنا وعلى شراء عداوة الامة العربية وعلى جذب كل التركيز العربي نحوها وسحبه عن العدو الصهيوني الذي يحتل فلسطين؟
تعلن القيادات الإيرانية المختلفة انها تتمدد وتتربع في بضع عواصم عربية هي: بغداد وصنعاء وبيروت ودمشق علاوة على الغزل الايراني الحمساوي. واصرارها على الاقتراب من حدودنا الشمالية. لقد صدرت تصريحات علنيّة من قبل مسؤولين عسكريين إيرانيين ومن قبل ممثلي ميليشيات إيران في المنطقة تستهدف الأردن، مرّة للتهديد ومرّة للضغط. فقد قال الجنرال محمد رضا نقدي قائد الباسيج الإيراني إنّ باسيجه سيكون لها حضور في الأردن كما حصل في لبنان وفلسطين.
المقاتلون الشيعة يتدفقون على سوريا بالالاف من أفغانستان ولبنان والعراق وإيران تحت قيادة الجنرال قاسم سليماني وبدعم من الحرس الثوري وفيلق القدس الذي يعمل بتنسيق مع وحدة الاستخبارات في الحرس الثوري وبدعم من وزارة الاستخبارات والوزارات والأجهزة الإيرانية المعنية الأخرى.
استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية ليست دلعًا ولا حردًا ولا ابتزازًا سياسيًا، بل هي صرخة تحذير هائلة للمجتمع الدولي لوقف صيغة «دولة فوق الدولة» التي ينفذها حزب الله في لبنان. حزب الله اللبناني الذي يخوض معارك طاحنة في سوريا بأوامر الولي الفقيه ودون علم او موافقة او أوامر من حكومة بلاده. علما ان طهران تعتبر حزب الله ركيزة أساسية في مشروع الحزام الأمني الذي تعمل على تشييده انطلاقا من العراق وصولا إلى لبنان. وهاهو الحزب يطلق صاروخا باليستيا ايراني الصنع والتوجيه من اليمن على العاصمة السعودية الرياض معلنا تدشين سباق تسلح جديدا وبدء التسخين بالذخيرة الحية، لمواجهة أخرى في الساحة اللبنانية إضافة الى الساحة اليمنية.
بالنسبة لنا فان الميليشات الطائفية المؤتمِرة بالاوامر الإيرانية، تقترب من حدودنا الشمالية وتحل محل تنظيم داعش الإرهابي وتعمل على تثبيت موطئ قدم لها في تلك الجبهة، مشكّلة تحديات أمنية متزايدة لنا؛ ما سيجعلنا في مواجهة مع ايران على حدودنا مع سوريا التي تمتد 350 كيلومترا.
وفي محاولة تضليل وتبرير للتقرب من الحدود الأردنية، حذر نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أخيرا، من تبعات انتقال الأزمة السورية إلى الأراضي الأردنية !! عن طريق التكفيريين.
لقد بنى الأردن على الجبهة الشمالية، بتحوط وبمرونة وبخيال استراتيجي استباقي، منطقة عازلة «وسائد» بين العمليات العسكرية والفوضى الموجودة في سوريا وبين الأردن، واستطاع الاردن بتنسيق وتعاون مع الجيش السوري الحر، ضبط شكل العمليات التي تجري في تلك المنطقة؛ ما جنبنا على امتداد سنوات الحرب على سوريا، الكثير من المخاطر والكوارث والالتحام المباشر مع العصابات الإرهابية.
لقد بدأت إيران بتشييد البنية التحتية لصناعات عسكرية في سوريا ولبنان، بما في ذلك مصانع لإنتاج صواريخ بعيدة المدى، إضافة إلى إنشاء ورش للتجميع وتفريغ الشحنات العسكرية القادمة من إيران.
والوجود الإيراني عسكريا وثقافيا واقتصاديا وأمنيا وديموغرافيا، مرتبط بـ «أقسام المصالح» في فيلق القدس والشركات التي تعمل في مجالي الطيران والنقل ووزارات الثقافة والإرشاد الإسلامي والعلوم والتكنولوجيا والإسكان والتجارة.
إن ما تمارسه إيران -علاوة على أنه أَكرهنا على سحب سفرائنا بضع مرات من طهران- دفع بلادنا الى اعتبار «الجوار الإيراني» تهديدا إستراتيجيا غير مقبول، يملي اتخاذ الإجراءات الضرورية للحفاظ على استقرار حدودنا وأمنها من أي تهديد ووجود للمليشيات الطائفية المؤتمرة بأوامر إيران.
إن الوجود الإيراني في سوريا يتجاوز الوجود العسكري؛ فهاهي الإجراءات تكشف عن تغلغل إيراني عميق في الحياة السورية، يعبر عن نفسه بـ»صراع اللغات» في أوساط فقراء سوريا، بين التركية والكردية في شمال سوريا ومخيمات اللجوء. وبين الفارسية والروسية في غرب سوريا. واللهاث التنافسي المحموم لإحياء المراكز الثقافية في مختلف أرجاء سوريا.
المراقبون يرون أن الحرب ضد حزب الله قادمة لا محالة، وجميع المؤشرات الدولية تشي بذلك وأن خيارات الحزب تكاد تكون معدومة.
لن تدرك القيادة الدينية الإيرانية ولا مصلحة تشخيص النظام الإيراني، أنها ستضيع الممكن وهي تطلب المستحيل.
الدستور