نناديكم فاسمعونا قبل أن يدلهم الخطب حينها ستنادوننا ولن نسمعكم ..
د.هاني الكعيبر السرحان
07-11-2017 02:24 PM
دولتنا العزيزة ممثلة بحكومتنا.
نناشدكم بصوت الضمير والإنسانية وبلهفة وحب الاردنيين من كل أصولهم ومنابتهم لتراب الاردن فاسمعونا.
لقد بلغ السيل الزبى، وإني استشعر غيمة سوداء قد اقتربت.
عندها لن يكفي الدعاء ان تمطر صيبا نافعا.
تدخل ابنتي بعد عودتها من رحلة مدرسية تغني بكلمات لم افهمها في البداية لأني لم اصغ لها، وفجأة وبعد لحظات واذ بالصوت يعلو بينها وبين اخيها وهو يوبخها ليبدأ الشجار بينهم وقتها وجب التدخل لأعرف السبب...وللأسف الشديد كان السبب عنصرية باهتة ان البنت تغني اغنية لنادي الوحدات وابني يعترض لماذا لا تغنين للفيصلي.
لحظتها غشت قلبي غمة ليست مثل اي غمة.
وبثواني عدت بالذاكرة لمشاجرة حصلت بين مجموعة من الطلاب في مدرسة قريبة مني تحديدا في طبربور بين أطفال لا يتجاوزون الصف السادس بين فيصلاويه ووحداتيه وقد ادت الى مأساة.
هذه الازمة التي تحمل خنجرها المسموم بدأت تتفاقم حتى لو غطيناها وتسترنا عليها فقد تجاوزت حدود الملاعب والجمهور ووصلت بيوتنا وأسرنا ومدارسنا فأصبحت ثقافة معيبة خصوصا للأجيال القادمة التي استبشرنا فيها الخير بأنها تربت على ان الاردن يجمعنا وان صلات القربى والصداقة والنسب والمصاهرة تجمعنا وان القدس من غربي النهر تجمعنا لكن للأسف خابت الآمال.
واصبحت اجاباتنا المتلونة مكشوفة بأن الوضع طبيعي نواري خلفها الحقيقة المرة..
حكومتنا المقدرة قد تمنيت ان يوضع حد لهذه المهزلة من جهات اقل منكم سلطة او جهات ذات اختصاص بموضوع العنصرية المقززة بين فيصلي ووحدات.. كم تمنيت ان تبدأ الأسر والعائلات باستخلاص العلاج لهذه الآفة..
لكن يبدو أن متاعب الحياة وانشغال ارباب الاسر بتأمين لقمة العيش اصبح اهم من الوقوف عند هذا الموضوع الخطير الذي بات يهدد أمننا المجتمعي حتى ان كل الجهود الشبابية والجهات الرسمية وغير الرسمية لم تفلح بوقف هذا السيل العنصري الجارف،فبات الان الرهان عليكم انتم يا صناع القرار بإصدار قرار رجولي جريء غير مرتجف، بدمج الناديين سويا تحت اي مسمى يليق بوحدتنا الوطنية التي نتغنى بها ليلا ونهارا..
وليس هذا القرار بمستحيل أومن ضروب الخيال
فهناك دول قد اتحدت.. ودول قد طمست...ودول اخرى خرجت للعالم حديثا، فما بالكم بأندية رياضيه اصبح التمترس خلفها يهدد البنيان.. هي بالاسم رياضية لكن للأسف اصبحت اكبر حاضنة للتفرقة والعنصرية البغيضة التي قد تؤدي بنا الى منزلقات خطيره لا يحمد عقباها.
ان الأوان لفرسان الحق وفرسان الدولة الأردنية من صناع القرار ان يتخذوا القرار الجريء كما اسلفت بدمج الفيصلي والوحدات
- وبعدها سنحتفل جميعا ان قلوبنا وعقولنا الراجحة قد رافقت الدعاء المبتهل بأن صيب تلك الغيمة اصبح نفعا كريما لأردننا العزيز.
- عندها سوف تنتهي كل مظاهر العنصرية الكروية، التي بدأت تكبر كرتها الثلجية حتى اصبحت خطرا على الوطن...أرجوكم لا تقرؤوا كلمات بل ترجموا أفعال...لأن الحقيقة المرة اكبر من كل التطمينات المعسولة.
- ان الفرصة اليوم سانحة بين أيديكم ومتاحه فلا تضيعوها
نناديكم فاسمعونا بحجم حبكم للوطن .