ظلم الاردن اغتيال لفلسطين
شحاده أبو بقر
09-02-2009 01:41 PM
من الظلم الانتقاص من تضحيات الاردن من اجل القضية الفلسطينية عبر التاريخ ، ومؤكد ان اجيالا من الشهداء والجرحى والثكلى والمنكوبين والمضحين الاردنيين من اجل فلسطين يتألمون بغصة ما بعدها غصه اذ يحاول نفر ما الانتقاص من دورهم وعظيم تضحياتهم منذ العام 1936 وحتى اليوم ، وعلى الاقل فنحن الشعب الوحيد على هذا الكوكب الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق الذين كتب علينا ان لا نعيش حياتنا كسائر خلق الله ، بعد ان صارت حياتنا رهنا بمخرجات الصراع واستحقاقات القضية منذ ان نولد والى ان نموت ، بمعنى ان الاردني والفلسطيني معا يولدان على وقع القضية وانعكاساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ، ويقضيان على الوقع ذاته ، ومن هنا فلا يملك احد ان يتطاول على عذابهما عبر الاجيال ، ولا يملك احد منهما ان يتطاول على عذاب اخيه الاخر كذلك،.
منذ اليوم الاول للقضية الفلسطينية وعلى قداسة الحق العربي والفلسطيني والاردني فيها وحتى اليوم ، باتت الدولة الاردنية بشعبها الواحد المحترم وقيادتها الهاشمية المحترمه ، الدولة الوحيدة في هذا العالم التي لا تملك ان تضمن استقرار قرارها وخطتها وبرنامجها لعام واحد على اكثر تقدير ، فكل قراراتها وخططها وبرامجها وفي سائر الميادين عرضة للشطب او التغير او التعديل وفجأة وفقا لاستحقاقات القضية من حروب وهجرات ومعارك وسياسات اقليمية ودولية وممارسات شاذة واخرى مستنكرة ، لا بل فقد ظل حتى بقاء الاردن وما زال موضع رهان لكثير من المشككين والحاقدين وضعاف النفوس جراء تطورات واستحقاقات القضية ومخرجات الصراع في المنطقة ، ومع ذلك فلم يتوان الاردنيون ومن كل المشارب عن اداء الواجب وبشرف لا يدانيه شرف نحو الشقيق الفلسطيني وقضيته العادلة ونحو القدس مهوى افئدة العرب والمسلمين كافة ، لا بل فقد تبارى الاردنيون باعتزاز في اداء الواجب المشرف وما زالوا ويبقون الى ان تتحرر الارض الفلسطينية ويستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه ويقيم دولته المستقلة على ترابه الوطني ، اسوة بشعوب الارض كافة ، وما موقف الاردن الرسمي والشعبي الداعم والمساند للاهل الاحبة الصامدين المتشبثين بارضهم في قطاع غزة الباسل ، الا اصدق شهادة على صدق مشاعر شعبنا العربي الاردني الكريم ونخوته الاصيلة الى جانب اشقائه في فلسطين.
نقول هذا ونحن نعيش خطورة المرحلة وما يمكن ان يأتي به قادم الايام في ظل حالة الانقسام العربي العربي من جهة ، والانقسام الفلسطيني الفلسطيني من جهة ، وفي المقابل حالة التوحد الاسرائيلي خلف قرار الحرب والتطرف والعدوان ، وبصورة تنذر بان المتطرفين هم من سيحكمون اسرائيل قريبا ، وعلى نحو ينذر كذلك بمخاطر لا احد يعرف مداها على فلسطين وقضيتها وشعبها ابتداء ، ثم على الاردن واستقراره ، وعلى المنطقة وامنها،.
القادم "والله اعلم" لا يبعث على التفاؤل ابدا الا اذا حدثت المعجزة ، فلكل من غير العرب اطماعه وتطلعاته ومشروعاته ، والعرب ولسوء الحظ مفككون منقسمون وكذلك هم الفلسطينيون اصحاب القضية.
هذا واقع يتطلب اردنيا ان تتوحد صفوفنا في صف واحد ينسجم واقعيا مع ظروف الاردن وقدراته ، لا مع منهجية القائه في أتون النار قربانا لاصنام جاهلة لا تملك غير مشاعر البحث عن بطولات وهمية وسط الزحام وعلى حساب عذابات الفلسطينيين والاردنيين معا ، نعم.. هذا واقع يتطلب ان نجمع شملنا وان تتوحد كلمتنا وموقفنا خلف قيادتنا ومع وطننا وبصورة تجنبنا المخاطر وتعظم دورنا في الوقت ذاته في مساندة الاشقاء الرابضين على ارض فلسطين الرافضين للرحيل وهجر الدار والوطن للمستوطنين والغزاة من سائر اركان المعمورة.
اليوم ، لا مجال امام الاردنيين ومن كل الاطياف والمشارب وبلا استثناء ، الا ان تكون كلمتهم واحدة ، والا فان الخطر الداهم الذي يتهدد الجميع وبلا استثناء كذلك ، سيجد - لا قدر الله - طريقه لزرع الفتنة بيننا وتعميق الشرخ في صفنا والنفاذ الى دولتنا بالتالي بعد ان تكون القضية قد انتهت تماما بفعل مخططات قديمة جديدة باتت تطل برؤوسها اليوم وبالحاح ووقاحة واصرار ، خاصة اذا ما تسلم المتطرفون دفة الحكم في اسرائيل.
وحدتنا وصلابة جبهتنا الداخلية هي المنصة التي منها نوجه سلاح وجودنا وصون بلدنا وتقوية صمود اخواننا في فلسطين ، وقطعا فان الاردن لا يقل في نفوسنا حبا واهمية عن فلسطين ، ولا بد ان نمارس هذا الحب في حرصنا على سلامة مسيرته وصلابة وجوده ، بعيدا عن كل تفكير سطحي او نكايات ساذجة لا تنم عن وعي او ادراك للتطورات التي يمر بها الاقليم والقضية الفلسطينية بخاصة ، ولمن لا يدرك فان استمرار شعلة ووهج القضية في النفوس الى حين التحرير والدولة والعودة ، بات رهنا بوطن اردني قوي قادر على الصمود والبقاء في وجه المؤامرات والمخططات المعاديه ، والعكس صحيح تماما ، فاذا ما "دنا أجل الاردن" - لا قدر الله - فان القضية ستكون قد دفنت تماما قبل ذلك بكثير ، وتحقق الحلم الاسرائيلي في الهيمنة على الارض العربية من حد الماء الى حد الصحراء، ، وقطعا فان من يظلم الاردن عمدا يغتال فلسطين عمدا ، ولا يقدم على ذلك الا جاهل او احمق.
ولا حول ولا قوة الا بالله.
She_abubakar@yahoo.com