الفيلم الاستعراضي «با ـ را ـ دا» في «شومان» .. الليلة
07-11-2017 01:24 AM
عمون - بدعوة من لجنة السينما في مؤسسة عبد الجميد شومان، يعرض مساء اليوم فيلم «با ـ را ـ دا»، للمخرج ماركو بونتيكورفو، وهو أول أفلامه التي قدمها بعد ان سبق له العمل كمدير للتصوير في افلام عديدة عالمية نالت جوائز وترك بصمته فيها.
في فيلمه الاستعراضي «با- را- دا» وعلى مدى ساعة و40 دقيقة يتابع المخرج جهود «ميلود» المهرج الشاب من أصل جزائري، الذي يعيش في باريس ويقرر مساعدة الأطفال في شوارع بوخارست بعد ان التحق للعمل فيها ضمن منظمة خيرية دولية. يحاول ميلود تدريجياً الدخول في عالمهم، وشيئاً فشيئاً يحوز على ابتسامتهم وضحكتهم وثقتهم. وبعد مرور عام كامل، وعلى الرغم من معارضة المسؤولين الفاسدين، يتمكن «ميلود» مع أطفاله من تنظيم عرض حي في أحد ميادين بوخارست. وبحلول عام 1996، يقوم بتأسيس جمعية «فونداتيا بارادا «، وهي مؤسسة خيرية لمساعدة المشردين تجوب اليوم شوارع أوروبا لإدخال السعادة على قلوب الأطفال في كل مكان. وكان الفيلم قد عرض في مهرجان دبي السينمائي قبل أعوام بحضور الأطفال اعضاء الفرقة والذين كانوا ينظمون الاستعراضات في ساحات المهرجان لعموم الجمهور.
الفيلم مبني على قصة حقيقة، وهو يغوص في قلب حياة الشوارع في بوخارست من خلال المهرج الفرنسي ميلود، حيث تتعدد الشخصيات التي يقابلها، وذلك في العام 1992، ويصف كيف جاء مهرج السيرك لمدينة بوخارست واسس فرقته من اجل ان يكتسب الاطفال اليتامي والمهجورون المال من عمل شريف يحميهم من الاستغلال، ويكشف النوايا الحسنة في البشر.
ولان الاحداث تدور بعد ثلاثة اعوام من سقوط نظام الرئيس الروماني الذي تم اعدامه نيكولاي تشاوشيسكو، فإننا نرى حال البلاد في تلك الفترة حيث عانت من تردي الاوضاع الاقتصادية، الفقر، الفساد، وصعوبة الحصول على الطعام.
ومن هنا وعبر مهارة بونتيكورفو في التصوير فإنه التقط كل تلك الامور بمهارة، مقدما صورا مثيرة للإعجاب، بعضها شديد التنافر ضمن مشهد واحد منها راقصة البالية التي لا ترتدي سوى ملابسها الداخلية في احدى مقطورات السكة الحديدية المهجورة.
المهرج ميلود ورحلته وجهوده في انقاذ الاطفال، وهو الفرنسي من اصول جزائرية الذي يصل لبوخارست، يدعنا نكتشف معه معنى العطاء، العمل الجاد، الكفاح ضد الفساد وتشريد الاطفال في الشوارع، والنضال في سبيل اكتساب ثقتهم واحترام انسانيتهم وتحويلهم لفنانين يقدمون الاستعراض في شوارع بوخاريست وبقية دول العالم، إضافة إلى مشاركة الفرقة في المهرجانات السينمائية الدولية التي يجري فيها عرض الفيلم عن طريق تقديم استعراض في أروقة وساحات المهرجانات.
عبر»التهريج» يكشف لنا بونتيكورفو التاريخ الحقيقي للنضال من أجل الحياة والفرح وكرامة الانسان، على الرغم من صعوبة رسم ابتسامة وسط الألم، فهي ابتسامة مريرة.