هل فعلاً بإمكان الإنسان ( في مجتمعنا بالتحديد )، أن يعطي رأيه بحرية، أو يكتب بتجرد دون أن يمارس دور الرقيب الذاتي على أفكاره ومشاعره وانفعالاته وصدقه وعفويته ؟؟؟!!!
شخصيًا.. أشك في ذلك، ولو كان في "بعض الظن إثم "....
على حضرة من يحب أن يرتكب هذا الفعل، أن يأخذ في حسابه ( ودائمًا).. المحاذير والعواقب والقوارب والنتائج والردود والاعتبارات.
والتفسيرات والانزلاقات والإسقاطات والذبذبات والمناكفات والمقارنات والإصطفافات والصيحات والحماقات والافتراضات كلها ... وبناءً على ما تقدم، عليه أن يقيس في دقة متناهية، خطوط الطول ودوائر العرض وبُعْدَها عن نقطة الاستواء وتقلبات المناخ، وأن يراعي المسطحات والإحداثيات والمسارات ومواقع البرودة والسخونة وأن يمتلك تقنية " تدوير الزوايا" ورصد الأمزجة والوقوف على خاطر الرأي العام والجمهور " المغفور له "...
ببساطة مطلقة .. الكتابة هي أن تمشي في حقل من المتفجرات... والانتحاريون في هذا المجال قلة.
ولأجل ذلك كله، فإن ما نقوله كأفراد أو نخطه أو نقرأه أو نصفق له أو نسمعه أو نتأمل به، يبقى بمعظمه بلا وزن ولا قيمة ولا منفعة ولا معنى ولا فضل ولا أهمية ولا منطق ولا توقعات ولا مردود ولا مصداقية...
في أفضل أحوالها فإن الكتابة، هي حب لوهم آخر، نتسلى معه ونعبث به على قصاصات من ورق أو من فايسبوك ومشتقاته ..
" فليعظم الله في ذلك أجرنا جميعاً".
أشرف الفاعوري