ممارستنا للعادات الخاطئة لماذا؟د. ايمان الشمايلة الصرايرة
06-11-2017 12:40 AM
ننظر إلى مجتمعنا المكون من ثقافة متوارثة وأصيلة ومن ديانات سماوية يتبع لها الإنسان، وأهم شيء خوفه من العناية الإلهية وتقيده في تصرفاته وعباداته لكسب رضاها، ومع ذلك نجد أنفسنا نتخبط بقضايا كثيرة على صغرها إلا أنه لم يُسن لها قوانين صارمة ولذلك نجد أنها تؤثر في تربية الأجيال، ونعتبرها بسيطة ولكن عواقبها وخيمة، ونذكر منها إلى متى نرفض المشي على الرصيف؟ ونصر على المشي بالشوارع حتى يُدهس أحد المشاة، وبعد هذه النتيجة لا نتعظ، ونبقى نمشي في الشارع الذي وضع للسيارات، كم مثلا نرمي القمامة بالشارع ونرفض أن نضع كيس خاص بالقمامة داخل السيارة أو نرميها ونرفض أن نضعها بأقرب حاوية، ولا نتوانى عن الصيحات المطالبة بمدينة نظيفة، فعلا مجتمع عجيب وغريب، نتحدث في الهاتف في الأماكن العامة وفي المؤسسات بالأمور الخاصة بنا، وننسى أننا بهذا التصرف أجبرنا جميع الموجودين لسماع خلافاتنا العائلية ومشاريعنا وعلاقاتنا من قبل المحيطين بنا، ونسينا أن هذه خصوصيات ليس من الجدير بنا أن ننشرها، يذهب أبناؤنا إلى الجامعات والمدارس والموظفين إلى دوامهم ولا يحملون قلم، مع أن كل معاملتنا تحتاج إلى قلم، ونبدأ بسؤال الأخرين عن قلم، ولو دخلت مكتبة لا يكلفك عشرة قروش، ننسى أن نتفقد الهوية الشخصية ورخصة السواقة ورخصة السيارة وأوراق الصحة وجواز السفر لنكتشف عند حاجتنا إليها أن مدة صلاحياتها قد انقضت ونبدأ بحالة الهلع والتوتر، لا نتقيد بشواخص المرور ونغضب من رجال السير إذا خالفونا، مدعين أننا على صواب ونريد أن نكسب الحق دائماً ولو كنا على باطل، لا نتحمل بعضنا البعض إما الدكتور مع طلبته أو المعلمة مع طالباتها أو المُراجع مع الموظف كل منهم في فورة دم عجيبة وكأننا بهذه العصبية سنأخذ أعظم جائزة، ومع أن المثل يقول ( أن النارين لا يطفئان بعضهما البعض) فإذا توتر من هو أمامك لا تفعل فعلته بل افعل كما قال الله عز وجل: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، ولكن نحن نرفض إلا أن نصرخ ونتوتر ونوتر الأجواء وكأننا سوف نكسب جائزة نوبل، نريد إيصال معلومة إما إعلاميا أو شخصيا أو لمسؤول، سؤالي: لماذا ترفع صوتك وكأن الذي أمامك بواد آخر؟ لماذا انفعالاتنا لا تكون متزنة؟، كل هذه ومثلها الكثير الكثير التي نعتبرها صغيرة، ولكن نتائجها كبيرة، نمارسها ويَقتدي بنا أجيال وأجيال حتى تتوارثها، وتخرج بيئة ينقصها كثير من التربية، لا أقول الأخلاق فالأخلاق متجسدة بعروبتنا وأصالتنا، ولكن أركز على التربية التي فُقدت في كثير من السلوكيات وتم ممارستها بشكل خاطئ حتى جنينا ثمارها السلبية على مجتمعاتنا، ونسأل الآخر لماذا لا نكون مثل المجتمعات الغربية؟، هم ليسوا بأفضل منا بل مارسوا السلوكيات بشكل منظم وواع فأنتجوا جيلا للمجتمع يحمل نفس الممارسات لذلك تقدموا وتفوقوا علينا. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة