facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ما ذا بعد استقالة الحريري؟


د. عدنان سعد الزعبي
05-11-2017 11:46 PM

لماذا استقال الحريري ، ولماذا في الرياض وفي هذه الفترة بالذات ، وهل ما صرحه قبيل السفر للسعودية بقدرته على اقناع السعودية بالتنسيق واستمرار الحكومة ثم وبشكل مفاجئ يعلن الاستقالة. فما مرد ذلك وما هي التفسيرات المقنعة التي توضح الأسباب الحقيقية من الاستقالة.

فهل هي جزء من الضغوطات السعودية لممارسة الضغط على أيران وفق معادلة تسويات المنطقة ومعاناة السعودية والخليج منها ، أم ردة فعل طبيعية لتخوفه من حالة الاغتيال التي وصفها بأن حياته لم تعد في مأمن، وأن النفوذ الإيراني سيبلغ ذروته في لبنان ؟ فوصفه لعودة أوضاع ما قبل عام 2005 أي قبل اغتيال والده رفيق الحريري، تشير إلى الحالة الضبابية التي بات فيها لبنان. خطورة استقالة الحريري لم ولن تكون للفراغ الدستوري الذي سيطول ملئه وفق مثل هذه المعادلات، بل تكمن الخطورة بوجود مخطط دولي يستهدف لبنان وبالذات حزب الله، بضرب قواته في سوريا وعزله في لبنان ومشاركة اسرائيل بنشاط عسكري لا نعرف حجمه ونوعه يستهدف لبنان. فتصاعد التصريحات وتنفيس المسؤولين السعوديين، والأمريكان حتى والإسرائيليين تشير إلى أن الأمر لن يمر بدون أحداث كبيرة.. ولهذا فإن تصريحات سليم حريصاني وزير العدل اللبناني وهو من التيار الحر حول استقالة الحريري ووصفها بأنها مرتبكة وملتبسة ومشبوهة ، يوضح انعكاس الاستقالة على الداخل اللبناني وحالة التخوف الكبير من تطورات الأحداث التي ترجمتها الاستقالة. فالمراقبون يؤكدون أن تسارع الأحداث قد دقت طبول الحرب ، وما التنفيسات السياسية إلا مقدمات لمسألة إعادة التوازن وخاصة بعد نتائج الحرب في سوريا والتي بدأت ايران وحزب الله الشعور بالنصر واعتباره مكسبا استراتيجيا يمكن ان يبنى عليه وتحقيق المزيد من المكاسب على الصعيد الإقليمي . إن انتهاء امريكيا من الملف السوري وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في تمزيق سوريا والقضاء عليها وتعزيز التمزيق العربي واستنزاف ثرواتها ، بالضبط كما تريد إسرائيل والصهيونية العالمية ، يؤشر إلى تحول الأمريكان والإسرائيليين الى الملف الإيراني الذي تعتبره اسرائيل عدوها الأول . وكما يقول وزير الخارجية الأمريكي في مقر اللوبي الصهيوني بواشنطن جاء الوقت لتقليم أنياب إيران وخلع اذرعتها حتى لا يبقى من يهدد إسرائيل ، لهذا فأن تصور المراقبون حول مخطط يدور في الأفق باستهداف إيران من خلال قواتها في سوريا وأدواتها في المنطقة إنما ينتظر الوقت كما يزعمون .فإسرائيل تنتظر الفرصة للحد من امتدادات ايران وتوسع نفوذها ، حيث صرح نتنياهو بان إسرائيل لن تسمح بتوسع ايران ، وهذا مؤشر على لبنان والتعامل معه مستقبلا .
فهل ستكون عاصفة حزم ثانية ضد قوات ايران وحزب الله في سوريا ومحاصرة حزب الله في لبنان . وهل التنسيق الامني الإسرائيلي السعودي المباشر يستهدف ايران وأذرعها . وهل الأمريكان قد أعطوا الضوء الأخضر لضربات سعودية أمريكية تحالفية ضد إيران وحزب الله.
استقالة الحريري من السعودية تعني أمرين ، الاول تخوفا بالفعل على حياته فاشتراها بغض النظر عن النتائج. وثانيها اجباره على الاستقالة وهذا بدوره يحمل مخططا اكبر يشير وبكل وضوح للخيار العسكري ، لأن السعودية وبالتنسيق مع الأمريكان والإسرائيليين ، لم ولن يقبلوا ان تكون مجرد مساومة مع ايران تجاه الوضع في اليمن ، والبحرين وقطر. ؟
حزب الله الآن وايران قبلها مدعوة لأن تحد من أي خطر قادم للمنطقة خاصة وأن (خشم الامريكان والاسرائيليين ) ما انفك يتآمر على شعوبنا ودولنا لصالح إسرائيل ومخططاتها المستقبلية ؟ وهذا يتطلب من ايران نزع فتيل الصواعق ، و إعلان حسن النوايا مع دول الخليج وعدم تدخلها بالشؤون الداخلية للبنان ، بحيث يطالب حزب الله بعودة الحريري وإجراء حوار موسع يستهدف مصلحة لبنان وبنفس المقدار الذي قدم فيه الحريري التنازلات لحزب الله بهدف قبول مشيل عون رئيسا للجمهورية .، وأن يحافظ اللبنانيون على وحدتهم ومصلحة لبنان العليا ، باعتبارها القاسم المشترك الأعظم والأكثر شرعية من أي انتماءات أخرى . لبنان الآن على صفيح ساخن ، فإما يبرد ناره بتفهم الوضع والنظر اليه لبنانيا، أو التزمت بتعزيز التفرقة ، مما يضعف موقف لبنان ويجعلها لقمة سهلة للمخططات الإسرائيلية الأمريكية التي تنتظر مثل هذه اللحظة ، وهذا ما لا يتمناه أي عربي أحب لبنان وافتخر به.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :