مجرد الإعلان عن مشروع المدينة الجديدة , كان الفرز واضحا كما تعكسه المواقف بين رابحين وخاسرين وبين البينين هناك جموع حائرة في ردود أفعالها متأثرة بالصخب تحتاج الى إيضاحات تبين لها الخيط الأسود من الأبيض .
مدينة إدارية أو عاصمة أو ما شئت من التسميات , ومدينة تجارية , عاصمة سياسية هي عمان الراهنة , لما لا , هذا نموذج موجود في دول كثيرة لن تكفي هذه المقالة لتعدادها .
في قائمة الرابحين , الدولة , التي ستشكل ثروة وأصولا جديدة , والأجيال القادمة التي سيتاح لها خدمات أكثر سهولة , ومساكن بأسعار مناسبة تنشأ حول هذه المدينة , والقطاع الخاص الذي سينشغل بمشاريع كبيرة طالما كان ولا زال يشكو قلة المشاريع وضيق آفاق الإستثمار وغيرهم كثر .
أما قائمة الخاسرين , فهي محدودة لكنها مؤثرة وذات نفوذ ولها مصلحة في بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه , حيتان الأراضي والعقار الذين ستنقص قيم أراضيهم بمجرد فتح مساحات جديدة بأسعار وكلف أقل .
ليس سرا أن خريطة عمان بوضعها الراهن محسومة لعدد محدود من ملاك الاراضي وهي نتاج لمصالحهم , عائلات وأفراد تملكوها بالوراثة أو بطرق أخرى , صنعت لهم ثروات طائلة , لكن الأهم كان في نفوذهم الواضح في التخطيط لعمان وتأثيرهم البالغ في شكلها جغرافيا وديموغرافيا بما في ذلك تخطيط الأحياء والشوارع وتحديد القيم والأسعار وترك مساحة كبيرة للمضاربة ساهمت في إنتفاخ ثرواتهم , ولم تطرد الفقراء ومتوسطي الدخل من اللعبة فحسب بل تحكمت في شكل وإتجاهات الشركات والبنوك وممولي العقار .
السواد الأعظم من الشقق في عمان إما مملوكة للبنوك بالنيابة أو لشركات رهنتها لحسابها وباعتها بأسعار فلكية للتواقين الى تملك شقة تأويهم , شقة العمر و قدرة الشباب الأردني على تملك شقة يبدأ فيها حياته الزوجية كما يقال , وقد ظل السؤال , هل تعكس قيم و أسعار الأراضي والعقار في عمان البعد الحقيقي للإقتصاد ؟..
33 % من ثمن الشقة هي رسوم وضرائب , تسجيل الشقة,رخصة البناء,ضريبة مبيعات على المخططات الهندسية , ضريبة مبيعات على مواد البناء , ارتفاع رسوم تصاريح العمالة , ويضاف الى ذلك كله رسوم تسجيل قطعة الارض ومنه التخمين المبالغ فيه لثمن الارض والشقة من قبل دائرة الاراضي عند احتساب الرسوم , وفوائد البنوك , لكن الأهم هو ارتفاع أسعار الاراضي فأصبح ثمن الارض يشكل من 50% الى 70 % من ثمن الشقة .
ليس المطلوب من الحكومة الإنشغال في تقديم إيضاحات حول المشروع بل المضي قدما فيه بشفافية دون تراجع حتى لو تصاعدت أصوات معارضيه الانية قصيرة الأفق.
الراي