هكذا فقط يمكننا التعبير عن حالة من العشق التي تدور أحداثها بين طرفين ، كل منها يُخفى سره عن العالم ، كلاهما يصارح نفسه بما يشعر وبما لا يشعر ، فهم يمارسون طقوس الحب والهيام في خلوة مع القمر ، إنهم عشاق الوطن .
في الحب......
نعبر عن مشاعرنا بحرية ، ولكن بيننا فقط فنحن نخشى الناس والأحاديث ونخاف من الحسد والعين وكثرة القيل والقال ،ولأن بداية اي قصة بين العشاق تكون بنظرة إعجاب ، فالمثير لنا نحن البشر ما يستقبله النظر ، لتستقر بعدها الصورة في الذاكرة ويصبح لها في القلب وقّعٌ يعزفهُ العاشق مع ألحان الليل ويَدمْدم به كلما غَزا شِهاب من النُجوم الفضاء مداعباً الشعور ويأخذ الأمنيات الضائعة في طريقة نحو الأمل.
هكذا يعشق الإنسان بما يراه أمامه من مثير، وبما يمارسونه معاً من تغيير لنمط الحياة الرتيب، فكلما اندمج الآخر بالأول شعر كل منها بأنه يُكمله لما لا نهاية .
في السياسة ...
الأمر ليس بعيداً عن الحب فكل ما تم التطرق إليه من ظروف لعلاقة العاشق بالمعشوق هي طبق الأصل لما يحدث في علاقات السياسة ، إنها حالة من حالات الحب الممنوع ، فالعاشق يعيش عشقه بسرية تامه، والمعشوق يجهل عشاقه .
ايها الوطن المزروع في قلوبنا .....
أصابنا الخرس لنعبر بالكلمات عن عميق ارتباطنا بالأرض والأوطان ، لكننا نقسم بأرواحنا انا نحبك ونعشق ترابك ومن لَحَن بالآهات كلماتك ، وعزف أهازيج هواك .
وطني..... والعشق ..
وطني ليس فقط تراب وعِمارات ومنشآت ، وطني قِيمٌ ورساله يحملها إنسان ذو شهامة ، أردني عربي لا زال يحمل منذ عهد الرسول الكريم الراية ، رايتنا بألوانها وعبقها تنحدر منذ عهد الخلافة ، أردن أرض العزم ،أردن شعب دافع عنها بالدم .
الحب والسياسية أسطورة للأجيال.....
كي تستوعب ان العاشق والبطل في ساحات الحرب يواجه الأعداء يصرخ بصوت الواثق بالله بأن النصر حليفة وأن الحب حبة والوطن وطنه ، من كان يعشق ويخاف ان يعلن عن محبوبته ، فهو جبان الحب ، ومن كان له وطن يعشقه ويخاف ان يجهر بحبه له ، فذاك هو الجبان في وطنه .
أيها العاشقون اتحدوا.....
اتحدوا حباً للوطن وعشقا لأهله ولمليكة ، عاش الشعب عاش الاردن وعاش الملك وحمى الله العاشقين الشجعان .