ماذا تريد الصين من زيارة ترامب؟
03-11-2017 10:02 AM
عمون - قدم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قائمة طلبات للصين تشمل: بذل المزيد للمساعدة في مواجهة التهديد النووي لكوريا الشمالية، وخفض الاختلال في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة.
وبقيت بكين هادئة نسبياً. ولكن خلال أول زيارة يقوم بها ترامب للصين، ربما يقتنص العملاق الآسيوي الفرصة لإظهار نفسه كقوة مساوية لواشنطن.
ولن يضاهي النجف الكريستالي و"أجمل قطعة من كعكة شكولاتة" تم تقديمها خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمنتجع ترامب في فلوريدا في أبريل (نيسان) الماضي، الاستقبال الحافل الذي ينتظر الرئيس الأمريكي في بكين.
وسيستقبل الرئيس الصيني نظيره الأمريكي بحرس الشرف العسكري وسوف يقيم مأدبة عشاء رسمية، وذلك بحسب ما قاله السفير الصيني في واشنطن تسوي تيانكاي.
وتمتد زيارة ترامب لبكين من 8 إلى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، في إطار جولة آسيوية تشمل خمس دولة، من المتوقع أن يقوم خلالها بتعزيز التحالفات ومناقشة القضية النووية الكورية الشمالية وتوقيع اتفاقيات استثمارية. وستكون هذه أول زيارة يقوم بها ترامب للصين كرئيس.
الصين في القيادة
ولكن إلى جانب مناقشات القضايا الأمنية والتجارية، فمن المتوقع أن يستغل شي جين بينغ الفرصة لترسيخ الصورة التي رسمها خلال مؤتمر سياسي هام الشهر الماضي، وتظهر الصين وهي تتولى "مقعد القيادة" فيما يتعلق بالعلاقات الدولية كدولة "قوية" و"كقوة عظمى".
وقال جيا قينجو، عميد العلاقات الدولية في جامعة بكين "في الماضي، أمريكا كانت قوية للغاية، لذلك اعتقدت أنه يجب على الصين الاستماع إليها"، مضيفاً "ولكن الآن، ربما لن تستمع الصين. هذا قد يكون أكبر اختلاف".
وقالت يو ينجلي، الخبيرة في شؤون شبه الجزيرة الكورية، إنه فيما يتعلق بالحقائق على الأرض، مثل حجم الاقتصاد وقوة الجيش وقوة التحالفات الاستراتيجية، فإن أمريكا مازالت تتفوق على الصين.
وأضافت: "لم يكن هناك تغير هدام في العلاقة"، موضحة "ولكن الفجوة تتقلص".
وأصبح شي جين بينغ قوياً بعدما عزز وضعه خلال مؤتمر الحزب الشيوعي، الذي يعقد كل خمسة أعوام، حيث تم تضمين أفكاره السياسية في دستور الحزب باسمه، وهو شكل من أشكال التقدير حظى به فقط في السابق مؤسس الصين الشيوعية ماو تسي تونغ خلال حياته.
"اللاعب الأضعف"
وقال جوناثان فينبي، المحلل في شركة تي اس الاقتصادية والبحثية "في الإجمالي، أرى أن ترامب سيتوجه لهذه الزيارة وهو اللاعب الأضعف، وهو الموقف الذي فاقمه ترسيخ سلطات الرئيس الصيني في مؤتمر الحزب والافتقار لسياسة أمريكية-صينية مترابطة".
ومع ذلك، وفيما يتعلق بالنتائج الفورية الملموسة، ربما يبدو ترامب المستفيد الأكبر من اللقاء. ومن المقرر أن يتوجه وفد تجاري، أغلبيته يمثل قطاع الطاقة الأمريكية، للصين في نفس توقيت زيارة ترامب.
ومن المتوقع أن يوقع ترامب وشي جين بينغ اتفاقيات استثمارية تقدر بمليارات الدولارات، مما سيعزز من صورة ترامب في أمريكا ويخدم هدفه بالحد من العجز التجاري مع الصين.
وأشار تقرير لوكالة بلومبرج إلى أن الاتفاق الأبرز، الذي يجرى التفاوض بشأنه، ربما يكون استثمارات في مجال الطاقة تقدر بمليارات الدولارات من جانب شركة تشاينا بتروليوم المملوكة للصين في تكساس وجزر فيرجن الأمريكية.
مخاوف أمنية
وقال خبراء إنه من المرجح أن توقع واشنطن وبكين اتفاقيات في مجال الطاقة، تشمل شراء الصين للغاز الطبيعي المسال من أمريكا.
وقال هو شيدجدو، المحلل الاقتصادي المستقل، إن الصين ربما أيضا تخفف بعضاً من المخاوف الأمريكية بشأن حقوق الملكية الفكرية.
وأكد مراقبون أن المخاوف الأمنية مثل اختبار كوريا الشمالية لأسلحة نووية، الذي يثير ردود افعال شديدة خلال رئاسة ترامب، والتواجد العسكري الصيني في منطقة بحر الصين الجنوبي، ربما تتراجع في قائمة أولويات القضايا المطروحة خلال الزيارة.
وهذا سيكون الوضع، إذا لم يقرر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عرقلة سير الزيارة، من خلال القيام باختبار نووي أو صاروخي أخر.
د ب أ