في الذكرى المئوية لوعد بلفور
اللواء المتقاعد مروان العمد
02-11-2017 09:29 PM
لقد كثر الحديث عن وعد بلفور بمناسبة الذكرى المئوية لصدوره. كما كثر الحديث عما اعلنته رئيسه وزراء بريطانيا تيريزا ماي عن اعتزازها وبلدها بإصدار هذا الوعد وبتنفيذها للشق الاول منه المتمثل بإقامة الدولة الصهيونية على ارض فلسطين دون تنفيذ للشق الثاني المتمثل بعدم الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ، والذي كنّا ننكره سابقاً على اعتبار ان الشعب الفلسطيني ليس مجرد طوائف غير يهودية ولكنهم أهل البلاد الأصليين وأصبحنا الآن نطالب بريطانيا بتنفيذه .
وكثر الحديث عن الطلب من بريطانيا الاعتذار عن هذا الوعد وعن دورها بإقامة هذا الكيان الشاذ داخل وطننا ورفض بريطانيا لتقديم هذا الاعتذار .
قد يكون وعد بلفور بريطانيا وصدر من وزير خارجيتها اللورد آرثر جيمس بلفور بتاريخ الثاني من تشرين الثاني عام ١٩١٧ الى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .
ولكن هذا الوعد حصل على دعم اممي غربي وعلى تقصير عربي واسلامي طوال المائة سنة الماضية تعرضنا خلالها لوعود بلفور أخرى ولوعود عرقوب واصبحنا اضعف مما كنا قبل صدور الوعد واصبح مجرد صوتنا غير مسموع
لا بل فقدنا مقدرتنا على الكلام الا اذا كان في الهجوم على بعضنا واتهام بعضنا واصبحنا نقف مع اعدائنا اكثر مما نقف مع أصدقائنا وحتى مع انفسنا وكانت بريطانيا خلالها مربط خيولنا ومنتهى املنا ان نذهب اليها لنستمتع في ملاهيها ونشتري من أزيائها وننهل من علمها ونتاجر معها .
فهل نلوم بعد ذلك تيريزا ماي على موقفها من وعد بلفور ودولتها هي اعز صديقة لنا . وهل بعد ذلك نلوم تيريزا ماي وقد أصبحت تلك الدولة التي ولدت من رحم وعد بلفور للبعض منا أقرب من الجار والصديق وحتى الأخ. الم يحن الوقت لنوجه اللوم الى مكان آخر؟ الم يحن الوقت لتوجيه اللوم لأنفسنا ولتقصيرنا؟