في غرفة ونصف ، تعيش أسرتي، وهي أفضل أسرة في حياتي، قريبين من بعض، قلوبنا على بعض، متعاضدين ، متكاتفين، إذا أَنَّ أحدنا ، الجميع يكون حوله!!!.
إذا قَدِمَ لنا ضيف، نجلس الرجال في نصف الغرفة !!!، يا أخي، صدقاً، بيت الضيق يسع مئة صديق !!!.
وطبعاً كلام أي منا مسموع للجميع، لا نحتاج مراسيل !!، ومنظر الأسرة رهيب!!، والمكان أروع !!!. ففيه بصمة والدي المرحوم والمرحوم جدي والمرحومة والدتي !!!، رحمهم الله جميعاً، وأسكنهم فسيح جنانه.
فيه الذكريات، فيه التاريخ لأسرتي!!، لن يكون أفضل منه بيتاً !!، حتى لو بنيت لي قصراً !!!، ماذا سيعوضني عن بيتي القديم ، أتريدني أن أنسى بيتي القديم الذي أعتز به ؟!!، أتريدني أن أنسى تاريخ أسرتي ؟!!، فهذا مجد وإباء أسرتي !!.
ومهما كانت فكرتك، لن تكون أفضل من بيتي القديم وتاريخه!!، فهو عِشقٌ لي، وأفتخر به، ويأتيني ضيفي وأنا مرتاح في بيتي!!، فإذا أردتَ بفكرتك توسعته !!!، ستكثر الغرف، وستفرِّق بيني وبين أخي !!، هو في غرفة في الشمال!!!، وأنا في غرفة في الجنوب !!!، واتساع البيت يحتاج عُمدة !!، فهل سأكون أنا أم سيعود العمدة القديم ؟!أخي الأصغر ، طبعاً وجب علي في هذه الفكرة أن أفكر في العمدة الجديد، عقل اخي يختلف عن عقلي !!!.
إذا أخي انشغل في غرفته عني، لن أعرف بماذا انشغل عني، وممكن يضع على باب غرفته، اقرع الجرس قبل الدخول!!، يعني صار في منطقة ثانية بعيد عني ويحتاج الاستئذان قبل الدخول !!!، يا حلاوة !!!، وين كنّا وين صرنا ؟!!!!.
لن أنسى، أعتبر نفسي أنا قد خسرت الكثير في فكرتك هذه بتوسعة بيتي القديم!!!، والمستفيد سيكون ، حضرتك كصاحب الفكرة، المهندس الذي سيقوم بهندسة التوسعة!!، المقاول الذي سيبني التوسعة!!، والعمدة الجديد ( أخي الأصغر) ، وآخرين لا أعلمهم !!!.
يعني أيُعقل أن أوافقك الرأي على هذه التوسعة في بيتي الأصيل وأنا طفران !!!، ألا يجب أن يكون معي ضعف تكاليف التوسعة حتى أقوم بتوسعته كما أشاء ؟!!!، وما دام معي هذا المبلغ، فالأولى أن أوفر افضل سُبُل الحياة لأسرتي!!، التعليم والتأمين الصحي والغذاء .....
لهذا، أفضل أن أبقى في بيتي القديم، أفضل حالاً من هذه الفكرة. بارك الله فيك، وشكراً على جهودك وفكرتك.