السبب الوحيد للموت انتهاء الاجل
ناهد طليمات
31-10-2017 01:54 AM
كل نفس ذائقة الموت
هذه إرادة الله في هذه الحياة الدنيا لكل بداية نهاية
ولكل أجل كتاب
ولكل نفس موت بعد الحياة
ولكننا عند ذكر الموت نسمع من أكثر الناس هذه العبارات
توفي فلان بسبب حادث سيارة
ومات احدهم بسبب جلطة مفاجئة
ان من اهم اسباب الوفاة التدخين وادمان المخدرات وهكذا تتكرر كلمة سبب او اسباب في كل تلك العبارات حتى إن موسوعة ويكيبيديا أحصت اكثر من ٢٥ سببا للوفاة من بينها أكل لحوم البشر وحوادث السير والاختناق
والملفت للنظر في الأمر اعتبارها أسبابا للموت رغم أن السبب الوحيد للموت هو (انتهاء الأجل) فقط فمن انتهى أجله الذي قدره الله له مات ومن لم يأت أجله لا يؤثر في استمرار حياته أي سبب من هذه الاسباب المشهورة عند الناس
وقد قال تعالى (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا)
فإن أذن الله لنفس بانتهاء أجلها وافتها المنية حتى وإن كان صاحبها سليما معافى لا يشكو من مرض ولم يصبه حادث مروع
وهنا يأتي السؤال إن لم تكن الأمور التي احصتها ويكيبيديا أسبابا للموت فماذا تكون ؟؟
والجواب على شطرين
أولهما عند وقوع الموت فنقول أن الموت سببه انتهاء الأجل وقد تزامن مع الهيئة او الحالة التي وقع فيها
فلو أن شخصا توفي بحادث سيارة فنقول أن لحظة وفاته توافقت مع لحظة وقوع الحادث وتزامنت معه ولو أن اجله كان طويلا ولم يكتب الله له الوفاة في تلك اللحظة لتم اسعافه إلى اقرب مشفى وإنقاذه من الموت
أو أن شخصا طعنه مجرم عدة طعنات ورماه في قارعة الطريق فإن منيته جاءت متزامنة مع هذه الطعنات ولو أراد الله له الحياة لأرسل له من يعالجه وينقذ حياته وهكذا
أما الامر الثاني وهو قبل وقوع الموت بفترة زمنية طويلة أم قصيرة
مثل مدمن المخدرات أو صاحب مرض عضال لا يرجى شفاؤه أو غيرها من الأمور حيث يقول كثيرون ان الاهمال سيكون سببا في الوفاة
فهذا أيضا غير صحيح حيث ان الاهمال سيؤدي بمدمن المخدرات لزيادة معاناته وبصاحب المرض العضال لاستمرار آلامه حيث يعيشون حياة شاقة مريرة ولكن لن يتسارع الاجل بسبب الاهمال وقد قال تعالى (ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون)
والحرص على العلاج مطلوب والأخذ بأسباب الشفاء أمر هام لتخفيف الآلام والنفس أمانة بيد صاحبها ولا يجوز له أن يرمي بها إلى المهالك
وما أرى بعد هذا البيان إلا ترك الاستشهاد بالبيت القائل
من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
فسبب الموت واحد وإن تعددت هيئات وحالات وقوعه