أفرغ ذاته من أشيائها
ومشى
كأنه ريح هشمها
البعد
تناثر فوق جبين الحياة
غبارا على الطريق
يحتويه الصمت
يتلو ترانيم قلبه
المجبول بعطور الألم
وقد غادره الوعد
يملي حاضره
بأمسه الهارب
من براثن الحرب ويعدو
في يديه ذكريات
من أرض الطفولة
حملها معه
على بساط الريح
حين هوت تحت أقدام الغزاة
كرامته
واتكأ على أغصانه
مائتاً الورد
بينه وبين تراب الأجداد
مسافات
طوتها خلفه الأرض
مرارة في النفس تخنقه
وقد تراءت له
سهول القمح
والزيتون والتين
وكيف كانت
البلابل والحساسين
على أيكها تشدو
من أنا؟ تساءل
وفي عينيه شلال
إنسكب الدمع
انا الشريد
بددته المآسي
وانهكه بقسوته
البرد