كمية ونوعية زيت الزيتون تكون أفضل عند اكتمال نضج الثمار
30-10-2017 12:18 PM
عمون- قال مدير مديرية أبحاث الزيتون في المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي الدكتور سلام أيوب ان الموعد الأمثل لقطاف الزيتون هو عندما تكون الثمار نضجت واكتمل تكون الزيت فيها حيث تكون كمية ونوعية الزيت أفضل ما يمكن.
وأضاف ان عملية القطاف هي من العمليات المهمة التي لها تأثير على نوعية الزيت الناتج وعلى إثمار الموسم التالي، مشيرا الى أن فترة النضج تبدأ منذ ظهور بقع بنفسجية اللون على الثمرة، وتنتهي عندما يتلون اللب بكامله بهذا اللون.
وبين أيوب أن المحتوى الكلي للزيت يرتفع في الثمرة بما يتناسب مع تقدمها في النضج، ويصل الى أقصاه ويصبح مستقرا بعد تلون الثمار باللون البنفسجي أو الأسود، وعليه فإن القطاف المبكر جدا او المتأخر له تأثير سلبي على كمية ونوعية الزيت معا، موضحا أن القطاف المبكر يعطي فرصة للتخزين الأفضل للزيت اكثر من القطاف المتأخر، كما ان الزيت يكون أقل عرضة للتحلل والأكسدة ويحتوي على كمية اكبر من المركبات الفينولية.
ولفت الى أنه بعد وصول الثمار الى مرحلة النضج التام، يصبح من السهل فقدان الخصائص الحسية للزيت ويصبح أقل ثباتا، وأن تأخير موعد القطاف كثيرا يؤثر سلبا على نوعية الزيت، حيث تزداد حموضة الزيت عندما تبقى الثمار على الأشجار لفترة طويلة بسبب نشاط أنزيم اللايبيز كما يزداد رقم التأكسد.
وأكد أيوب أن موعد قطاف الزيتون يختلف باختلاف المنطقة، فالمناطق الغورية والشفاغورية يبدأ فيها القطاف مبكرا اعتبارا من بداية تشرين الأول، أما المناطق المرتفعة فيبدأ فيها القطاف بعد منتصف تشرين الأول، كما يختلف موعد القطاف باختلاف الصنف، مشيرا الى أن نسبة الزيت تزداد في الثمار كلما زادت درجة نضج الثمار واكتمال تلونها ومن اهم الاصناف التي تقطف لاستخراج الزيت النبالي البلدي، الرومي، الصوري، الرصيعي والقنبيسي.
وينصح الدكتور أيوب المزارعين للحصول على زيت زيتون عالي الجودة، بجمع الثمار الجافة الساقطة على الارض، والثمار المصابة بذبابة ثمار الزيتون وعصرها وحدها في بداية موسم العصر، ويستحسن استعمال زيتها في صناعة الصابون.
كما ان النوعيات المختلفة من ثمار الزيتون تعطي زيتاً بجودة مختلفة، إذ يجب فصل الثمار المصابة عن السليمة، وعصر ثمار كل صنف وحدها وحسب درجة النضج واعطاء الأولوية لأفضل أنواع الثمار وقبل البدء بالقطاف، داعيا الى تسوية الارض تحت الشجرة وفرشها بالخيش او البسط (مفارش) او أي وسيلة نظيفة لتتساقط الثمار عليها فتبقى نظيفة ويسهل جمعها وتعبئتها.
وقال إن ثمار الزيتون ذات طبيعة لينة ويجب التعامل معها بلطف وتجنب الضغط والحرارة العالية وعدم خدشها أو تجريحها اثناء القطف ما يؤدي الى حدوث التخمر داخل الثمرة ومن ثم تلف الزيت وتدني نوعيته وزيادة حموضته.
كما ينصح الدكتور أيوب المزارعين بعدم استعمال العصي لقطف الثمار لأنها تتسبب بكسر الأفرع وتؤثر على المحصول في الموسم القادم، واذا كانت الاشجار عالية يستحسن الاستعانة بالسلالم المزدوجة، ويفضل قطف الثمار باليد وإذا أمكن استعمال آلات القطف نصف الآلية كالأمشاط اليدوية او التي تعمل بضغط الهواء لأنها توفر الجهد والكلفة.
وأشار أيوب الى الاخطاء الدارجة في تعبئة ثمار الزيتون في أكياس بلاستيكية أو من الخيش ما يؤدي الى تلف وتعفن الثمار ويؤثر على حموضة الزيت وانخفاض جودته، مفضلا جمعها وتنقيتها من الاوراق والافرع المكسرة، ومن ثم تعبئتها بصناديق بلاستيكية ذات فتحات جانبية تسمح بمرور الهواء وتحد من ارتفاع حرارة الثمار.
ويفضل الاسراع بعصر الثمار مباشرة وعدم خزنها لمدة طويلة، أما اذا اضطر المزارع الى تخزين الثمار حتى انتهاء عملية القطف او انتظار الدور في المعصرة، فتوضع الثمار في مكان مظلل، جيد التهوية، بعيدا عن اشعة الشمس، بحيث لا تزيد سماكة طبقة الثمار عن 20 سنتمترا حتى لا تتعفن بسبب الضغط وارتفاع درجة الحرارة وبالتالي زيادة حموضة الزيت.
وشدد ايوب على اهمية اختيار معاصر الزيتون الحديثة التي تعمل على درجات حرارة منخفضة (لا تزيد عن 30 مئوية)، حفاظا على المركبات العطرية والمواد المانعة للتأكسد والفيتامينات والمواد التي تكسب الزيت طعمه الجيد ولونه ورائحته المرغوبين، كما ان ارتفاع درجة الحرارة اثناء العصر يؤدي الى تدني نوعية الزيت الناتج بسبب عمليات الاكسدة، مشيرا الى اهمية تقليم اشجار الزيتون خلال فترة القطاف واضافة السماد العضوي والسماد الكيماوي للأشجار بعد الانتهاء من عملية القطف للاستفادة ما امكن من امطار الشتاء.
وتظهر اغلب الدراسات أن الموطن الأصلي لشجرة الزيتون هو شرق المتوسط، وبشكل خاص مناطق بلاد الشام، ومن هذه المنطقة انتقلت هذه الشجرة الى أوروبا وباقي دول العالم، ويعتبر الأردن أحد المواطن الطبيعية لزراعة الزيتون في منطقة الشرق الأوسط .
وتنتشر زراعة الزيتون في معظم مناطق الأردن بدءا من المناطق المرتفعة وحتى مناطق وادي الأردن والمناطق الصحراوية، فهناك حوالي 20 مليون شجرة زيتون تغطي ما مساحته 995 الف دونم، وتشكل الزراعة البعلية حوالي 75 بالمئة من المساحة المزروعة بأشجار الزيتون، اما باقي المساحة فتعتمد على الري الدائم وتشمل المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية التي تتلقى اقل من 200 ملم سنويا من مياه الامطار، كما يوجد في الأردن ما يقارب 130 معصرة زيتون منتشرة في مختلف أنحاء المملكة، وغالبية هذه المعاصر لها خطوط إنتاج أتوماتيكية حديثة.
(بترا)