ليث شبيلات يبيع الكعك في مخبز صلاح الدين (صور)
شبيلات
30-10-2017 10:20 AM
عمون – لقمان إسكندر - للأغنياء شؤونهم. فكيف إذا كان واحدهم معارضا سياسيا. هنا تتعقد الحبكة.
إذا أردت أن تتحول إلى عقدة مركبة فاجعل هذا السياسي الثري المعارض ليث شبيلات نفسه.
اسم مزدحم بالتناقضات حوله ومعه. قوّال ما يصدمك. كأنك - وهو يقول ما يخيف آذان جدرانك - ستغلق أذنيك لعل أحدا سوى باطنك لا يسمعه.
في الأثناء، تتصارع أطرافك مع أطرافها. امسك طرف ثوبك واشرد. لا تسمعك أذنك الأخرى.
المعارض الأردني ليث شبيلات جرّب حظه هذه الايام، فقعد على كرسي محاسب في مخبز، سوى أنه ملول. كما عمله السياسي. مقعد لا يسخن تحته أبدا. هناك باع الخبز وبعض الكعك، وشيئا من المعجنات.
التنور يغلي في المخبز. راحت الكاميرة تدور في المكان تبحث لها عن صورة ما. الكاميرة تركت ليثا في زاويته يواصل بيع الكعك لمواطنين. ناداها: "تعالي". ليث يريد أن يكون وسط الصورة دائما. وعلى الزبائن أن يكونوا في خلف المشهد، كومبارس.
حتى النار في تنورها إذ تجاور ليثا يطلب منها أن تتحول إلى مجرد تفاصيل في صورته الكلية. نادى ليث الكاميرة: "تعالي". كانت حينها تصمت إلى حسيس النار. فأجابته: "جاية"، وهرعت إليه، وقد رجّت هرولتها الصورة. "بكم هذا الرغيف". سأل ليث. حينها مدت يد له دينارين. أعاد منها 75 قرشا.
الرغيف هذه الأيام يتدلل. يرتدي بعضا من سمرته، وشيئا من البياض. وهذا موسم ليث. فالناس تضجّ: "حتى أنت يا رغيف". صرخت الناس، وقد أَضْرَبَ الخبز عن الذوبان في كوب الشاي، بعد أن رفعت الحكومة من قدره. الخبز اليوم محدث نعمة. ينظر إلى الاردني بأَنَفَة. "لن تأكلني بسهولة..".
في المخبز راح ليث يحتفل بمعارضته. التوقيت مهم، والمكان أيضا.
عقْد كامل على "الضربة". هناك احتفل. قال: "كانوا رحماء.. جسدي متعب، وكانوا يضربونني بلطف". كانوا رجالا اقوياء مفتولي العضلات، لكنهم كانوا يضربون مثل الجدة. يضربون ويسمون الله لعله لا يتضرر من ضرباتهم. يبتسم ليث وهو يسرد الذكرى.
ليث معارض ملّ حتى المعارضة. ومل من السياسة. وصار يبيع الكعك في مخبز صلاح الدين.