أسامة الدباس .. الوزير المطلوب
زياد طويسي
29-10-2017 10:03 PM
لا زلت أتذكر كلمته حينما كانت البترا مرشحة ضمن مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة: "نريد أن نجعل هذا الحدث وطنيا وعالميا"، قالها الدباس وترجم كل ما وعد به من شراكة مع كافة المؤسسات الوطنية والقطاع الخاص بتعزيز حملة التصويت للبترا لتتوج بلقب إحدى عجائب الكون.
يشدد الدباس في لقاءاته إبان توليه وزارة السياحة، على أنه يجب أن لا نمر على الحدث السياحي مرور الكرام فحسب، بل يجب أن نستثمره وأن نرتقي به ليكون حدثا وطنيا أو عالميا، لأنه كلما استثمرنا السياحة كلما دعمنا اقتصاد الوطن وعززناه بالعملة الصعبة..
كنت في بداية عملي الصحفي آنذاك، وكانت لقاءات الدباس بالوسط السياحي تجري دون ملل أو دون أن أشعر بفجوة بين الوزير ومن يلتقيهم، هو ببساطة "ابن السياحة ويفهم القطاع جيدا، بمؤسساته ومواقعه واستثماراته وشخوصه" قالها أحد ممثلي القطاع السياحي وهو يصف الوزير الدباس ذات لقاء.
الدباس كان يفهم كل العاملين بالقطاع جيدا ويبوح بهمومهم وآمالهم قبل أن يتحدثوا عنها، بدء من أبسط موظفي المطاعم والفنادق وانتهاء بكبار العاملين في القطاع وممثلي فعالياته المختلفة.
التقيناه ذات يوم ضمن وفد شبابي، حيث وضعنا آنذاك خطة للتصويت للبترا والترويج لها عبر الإنترنت، وكان اللقاء الوحيد الذي جمعنا بوزير وزادنا حماسة واندفاع، وشعرنا حينها أن الوزير رجل سياحة حقيقي، وصف لنا المواقع السياحة والقطاع وكأنه يعيش في كل مكان سياحي ويعمل في كل موقع من مواقعه..
سألنا آنذاك عما إذا كنا من أسر تستفيد من السياحة أو لا، قلبّ أوراقه وسجل بعض الملاحظات وسرد لنا بعض القصص، واستطلع آرائنا حول كيفية تعزيز السياحة وتوفير متطلباتها وإفادة الجميع منها.
ارتشف قليلا من فنجان قهوته، وقال: "السياحة يجب أن لا تكون مجرد وزارة أو مواقع أثرية ومقومات تدار من قبل مؤسسات فحسب، بل هي مشروع اقتصادي وطني كبير، يبدأ من وعيكم أنتم ومن التزامنا نحن بمسؤولياتنا"..
شعرنا حينها أن هناك من يهتم فعلا بالسياحة ومن يستمع لأبسط فئات المجتمع كي ينهض بالقطاع، لمن يدير هذه الوزارة باقتدار وكفاءة ولمن يعتبر أن ما يزخر به الأردن من إرث حضري وجمالي، هو بمثابة مشروع اقتصادي كبير، يجب أن يستفيد منه الجميع وطنا وشعبا.
منذ ذلك التاريخ رافقت كافة الوزراء الآخرين، سمعت لقاءاتهم وأحاديثهم وطلبنا كشباب مدينة سياحية اللقاء ببعضهم ولم نحظى بذلك، فيما أشعر دوما أن هناك فجوة كبيرة بين غالبية وزراء السياحة والقطاع، وكأن معظم الوزراء قادمين من قطاع آخر، وللإنصاف أستثني نايف الفايز الذي ظل على توافق مع القطاع دوما..
لم يعد هناك في صنع القرار بهذه الوزارة من يفهم صخور البترا وجبال رم ومياه البحار ويحتوي طاقات الشباب وهموم الأهالي والقطاع السياحي كما عهدنا ذلك في عهد الدباس، ولم تنجب حكوماتنا وزراء يفهمون جيدا، كيف يصنعون توافقا بينهم وبين فعاليات القطاع والناس في المدن السياحية..
لم ترع الوزارة في البترا حدثا واحدا يرتقي إلى العالمية على سبيل المثال، فيما خسر البحر الميت في مسابقة عجائب الدنيا الطبيعية..
ظلمنا الدباس حينما وضعناها في الزاوية وحيدا واتهمناه بقضية الكازينو، وظلمنا قطاعا واسعا حين جعلناه حقل تجارب للوزراء والادارات، فلم يعد هناك من يفهم معاناة أهل السياحة قبل أن يبوحوا بها..
إلى الدباس الوزير المظلوم، إلى ابن السياحة الذي يعرف القطاع جيدا ويعرفه، إلى من مضى بالسياحة نحو نهج وطني واقتصادي ألف تحية، لن أبالغ ولن أجامل إذا قلت أن "أسامة الدباس هو الوزير المطلوب"