مختبر السرديات يحتفي بالروائي قاسم توفيق
29-10-2017 01:52 PM
عمون- احتفى مختبر السرديات الاردني بالروائي قاسم توفيق وبإشهار روايته الجديدة ""نزف الطائر الصغير"، مساء امس السبت في نادي الاردن بعمان.
وفي الندوة التي أدارها الزميل حسين دعسة وأقيمت إحتفاءً بالرواية الجيدة وحولها ضمن برنامج "سيرة سارد"، قال الناقد نضال قاسم بورقة حملت عنوان "الملامح الاساسية في تجربة قاسم توفيق، ثراء الخطاب وتقنيات السرد ومغامرة التجريب"، إن قاسم توفيق قاص وروائي ملتزم بقضايا شعبه ووطنه حتى النهاية، وهو صاحب مشروع ابداعي مثير للجدل، ويلمس القاريء في اعماله القصصية والروائية تلك النكهة التي تعيد الاعتبار للمكان الاردني وتاريخه وشخصياته وحكاياته ضمن بنى سردية متماسكة ومتنوعة زاوجت بين الاسطورة والواقع.
وبين ان الروائي توفيق كاتب واقعي تقدمي يرصد الواقع بكل تشكيلاته الاجتماعية والفكرية والنفسية ويحاول اعادة صياغته بنص جميل ولغة مشوقة ذات إيقاع جاذب للمتلقي، مشيرا الى انه لم يترك شريحة اجتماعية الا قدم نموذجا معبرا عن خصائصها.
ولفت الى اننا نجد في روايات قاسم توفيق هاجس البحث عن الائتلاف الروحي والجسدي بين الكائن الانساني وما يحيط به من مكونات هذا الفضاء، وتنطلق في المجمل من المنسي والمهمش وتمثل حالة تداخل بين الصوت المفرد(السارد) والصوت الجماعي(الحكايات المنقولة) وبين الداخل والخارج والضرورة والحتمية والوحشة والالفة.
وقالت الدكتورة ليندا عبيد في ورقتها بعنوان "قتل الأب ومتاهات البحث عن الذات في رواية نزف الطائر الصغير"، إن الورقة تتبع ارهاصات بحث البطل عن ذاته منذ ان كان كائنا مجهريا مرورا بولادته وبيته وصولا إلى الفضاء البعيد الممثل بالعالم.
وأشارت إلى انه في هذه الورقة ومن خلال تتبع بحث البطل عن ذاته ومحاولته الخروج على قيم الاب ومفاهيمه الذي يريده امتدادا له وشبيها به بينما يتوق هو الى الانعتاق واكتشاف الكون.
وبينت انه تم اخضاع الرواية لفكرة قتل الاب والبحث عن ملامح العقدة الاوديبية في الرواية ضمن أربع مراحل: مرحلة الرحم، ومرحلة عالم الاب، ومرحلة اكتشاف الذات من خلال الاخر الممثل بالمرأة، ومرحلة العالم الممثلة بتجربة تفتح أفق الرواية على أفق العدالة الاجتماعية وداعش وتوحش البشر وقتل الانسان لاخيه الانسان، مرورا بحراك الاصلاح في الاردن ثم ليعود البطل الى تيهه بعد خلق عوالم سردية تطل من بنية روائية متماسكة توحد بينها العتبات النصية.
وقالت ان المؤلف يؤرخ في الرواية لمراحل متعددة بدءا من انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء بتوحش النظام الرأسمالي ضمن نهاية يظل بها مصير الانسان المعاصر غائبا خاضعا لسلطة الشركات الرأسمالية التي تستعبد الانسان على حساب النقاء والجمال فالرواية تفضح القبح بغية التأريخ للجمال وقد مرت الدراسة على فنيات الرواية وتنوعها في الاتكاء على التقنيات السردية ومن جهته قدم الروائي توفيق شهادة إبداعية قال فيها "الكتابة حالة انسانية عامة، وإن تنوعت واختلفت درجاتها وانواعها وهي بالضرورة تكرس فكرة توحيد الجنس البشري، فسحرية التفكير والكتابة ليست سوى واحدة من وظائف الناس البيولوجية وان البشر كلهم يملكون هذه الملكة، وهي واحدة من عوامل توحدهم".
واضاف "إن في داخل كل واحد منا كاتب لكن الكثيرين يكتبون في صدورهم دون ان يملكوا الجرأة على الامساك بالقلم والخط به على الورق ليس لانهم ليسوا كتابا بل لانهم لا يملكون جرأة المواجهة".
يُذكر أن قاسم توفيق أصدر عمله الأدبي الأول (مجموعة قصصية) أثناء دراسته في الجامعة الأردنية، وحملت عنوان "آن لنا أن نفرح" عام 1977، وبرز اسمه في عالم الأدب عربياً مع إصدار روايته الأولى "ماري روز تعبر مدينة الشمس" التي لقيت أصداء واسعة لما احتوته من إبداع على مستوى الموضوع والنص، وأعيدت طباعتها في رام الله عام 2007 احتفالاً بالقدس عاصمة للثقافة العربية، وصدرت طبعتها الثالثة في عمّان عام 2010، وصدر له 11 رواية و5 مجموعات قصصية.
ويعدّ قاسم توفيق أول من توجّه للكتابة عن المكان "عمّان" بخلاف ما كان سائداً من التوجه إلى "اللامكان" في الكتابات الأدبية. (بترا)