facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تسألني عن الفساد، فأجيبك هل نحن من المفسدين؟


د. ايمان الشمايلة الصرايرة
29-10-2017 09:18 AM

ظهر في زماننا مصطلح الفساد والمفسدين، وسيطرت هذه الفكرة على الناس في المجتمعات وأصبحوا يُسقطون كل فشل على رف الفساد، واتخذوه ذريعة أمامهم، نحن في ضنك العيش الذي سببه الفساد، نحن في ارتفاع الدين، سببه الفساد، نحن في تعليم سيئ، سببه الفساد ...الخ، ولكن نسينا أن نسأل أنفسنا هل نحن سبب في هذا الفساد؟ أم أننا جزء منه؟، ولماذا يلتصق الفساد دائما بالمسؤول؟ أنظر إلى نفسك أولاً وموقعك هل أنت موظف في دائرة حكومية أو خاصة؟ هل أنت معلم في مدرسة؟ هل أنت عامل في مصنع؟ هل أنت كابتن طيارة؟ أو عامل وطن؟ أم أنت ......؟، وانظر لنفسك إذا كنت تبقى في دوامك كامل الساعات المطلوبة منك، وهل تطلب إجازات مرضية وأنت لست مريضا؟، وهل تخدم المراجعين أو تؤدي عملك على أكمل وجه؟ هل إذا سئلت عن مسؤول أو عن مشروع أجبت بصراحة وصدق؟، هل إذا وضعت بين يديك أوراق عمل كنت صادقا بإنجازها على أكمل وجه؟ هل ربيت أبناءك وهم أمانة في عنقك للوطن خير تربية؟ هل جعلتهم يختارون من التخصصات ما يريدون دراسته أم أجبرتهم على تخصص تريده أنت لتفاخر فيه بين الناس؟ وخرج أبناؤك ناقمون على تخصصاتهم ولم يبدعوا فيها، كل هذا أصعب من فساد المسؤول، أتعلم لماذا؟ لأن المسؤول الفاسد يمكن إزالته، لكن ما تمارسه من فساد يومي بحياتك وأنت لا تعلم أدى بالبلاد إلى منحدر من الفساد كبير وعجزت الدولة عن علاجه من منظومة تربية أصبحت صراعا ما بين الطالب والمعلم، وما بين الموظف والمراجع، وما بين المؤسسة والمواطن، الفساد الغذائي يزال من السوق، والفساد لدى المسؤول يُؤتى بغيره، والفساد بقانون يستبدل بآخر، ولكن فساد السلوك في الحياة الاجتماعية والعملية والوظيفية هو فساد أصعب في علاجه، فكلنا ينظر أن هناك فساد مالي وإداري ونسينا أن نقيم أنفسنا هل نحن جزء من الفساد أم أن الفساد جزء منا؟ إذن علينا أن نقوّم سلوك البعض وأن نطهر بعض أجزاء الفساد في سلوك البعض والفساد في أفكاره لنستطيع إيجاد مجتمع خال من الفساد، بدل أن نبقى نتغنى بفساد عدد قليل من المسؤولين، والذين لا يملك الكثير عليهم أدلة وبراهين واضحة غير كلمات تُسمع ويتم تداولها دون دليل قطعي، ولنعلم أننا لو قوَم كل منا ذاته وحياته وسلوكه لما رأينا مصطلح الفساد يتفشى في حوار الكثيرين بيننا في المجتمع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :