ما أخبروه وما لقنوه ولكن هيئ له
د.مروان الشمري
28-10-2017 08:30 PM
أطل الناطق من جديد ولكن في هذه المرة بحلة المروج لإنجازات ليست كالإنجاز ات وبطولات قيد الحياكة وسيناريوهات افتراضية اقل ما يمكن ان يقال عنها انها هوليوودية، أطل الناطق متواصلاً مع من يسميهم هو ومريدوه داخل الجسد الإعلامي الحكومي نشطاء التواصل الأكثر تأثيرا وهنا قصة اخرى ليست من أولويات الأردنيين ولكنها اضافة نوعية لحساب التندر الحاصل على حكومة الملقي ليل نهار. أطل الناطق الْيَوْمَ مطلقا تصريحاته يميناً وشمالا بعناوين عريضة وصلت عنان السماء خيالاً وعمق الارض إحباطا للأردنيين الذين لم يلبثوا ان يهدؤوا من سلسلة الصواعق التي أطلقها الناطق العام المنصرم.
الناطق استرسل في وصف مؤامرة كونية وهنا كان بالإمكان ان نتفق معه لولا انه حاد عن المؤامرة التي نعرفها لينسج من وحي خياله ان هناك مؤسسات خارج الاْردن لم يسمها في دول خارجية لم يسمها تروج وتبث بيانات غير دقيقة لم يسمها وتروج لفوضى لم يسمها أو يشرحها وكل ذلك كمقدمة لسلسلة الإنجازات التي أراد من "المؤثرين" الترويج لها. ليس ذلك فقط، فقد عرف عن هذا الوزير تحديدا اتهاماته للشعب الأردني بانه شعب صاحب اجندات على إثر احتجاجات المناهج ثم اتهم الشعب وأهل مدينة أردنية بالفوضى إثر حادث اليم الم بالوطن آنذاك ثم كانت كارثة تصريحاته التي اساءت لحرفية وتضحيات اجهزة سيادية لطالما قدمت للوطن وما تزال. عرف عن هذا الوزير تحديدا انه لم يترك فرصة الا وأطلق العنان للسانه مسترسلا في استفزاز الشارع الأردني ودون اَي اعتبار لكرامتنا وعقولنا.
أطل الناطق واصفا الأردني بانه منجم الذهب ولعل أنصاره سيبررون ويدافعون عن ذلك ليقولوا انه قصد بان الانسان أغلى ما نملك ولكن اقل العارفين باللغة يعلم ان السياق هو ما يحدد ما قصده الناطق وهنا اذكركم بانه استخدم ذلك بنفس سياق قوله ان الاْردن بلا إمكانات ولا موارد وهنا التفسير يكون واضحا وأوضح منه قصد المومني.
ثم المدينة أو العاصمة التي انبرت حكومة الملقي فجأةً ودون سابق إنذار بالترويج لها ودون اَي علم لدى الشعب ولا أدنى علم أو معلومة لدى ممثلي الشعب ولا أدنى معلومة عن الفكرة واسبابها ومسوغاتها ومصادر تمويلها ومكانها ومن حدد مكانها وكيفية التعامل مع حدث هكذا والذي يتطلب قانونا خاصا وربما تعديل الدستور ويستمر المومني الوزير دون اَي اعتبار لإرادة الناس واحترام لعقولهم ليسترسل في شرح لا ينطلي ولا حتى على طلاب المدارس.
إذن الإنجازات التي أراد الوزير من المؤثرين الترويج لها هي تلك نفسها التي روج لها فاخوري منذ أعوام عديدة وأزمنة مديدة وهي نفسها مليارات عِوَض الله التي وعد بها وهي نفسها مشاريع الأحلام الكبرى التي يعيش الشعب على صورها الافتراضية ويدفع ضرائباً باتت تقضي على أدنى هامش انفاق لديه ليستمر الوزراء من بعد الناطق بنفس المسلسل الذي يعيشه الأردني من سنين. هو نفسه اعترف انها ليست مسؤولية حكومته وأنها ستنفذ عبر الحكومات ولكن ألم تكن الاولوية كما ادعى رئيسه المباشر لمعالجة الاختلال الحاصل اقتصاديا بدلاً من الاستمرار في إيهام الأردنيين بأمور ما اعتمدت يوماً الا على رهانات خاسرة أو متعادلة في ابعد تقدير ولن ننسى ملف اللاجئين الذي اصبح وبالا على الشعب الأردني.
لا اعتقد ان احدا اوحى للناطق كيف يخاطب شعبنا المرهق ولَم يتلق ورقة مكتوبة كما يدعي البعض احيانا وما اخبره أحد كيف يروج لإنجازات حكومته غير الموجودة أصلا ولَم يطلب منه احد اختراع قصة مؤسسات لم يسمها وبيانات لم يسمها، ولكنه هو الذي يعتقد ان لا احد في شعبنا لديه من الفهم ما يكفي ان يكشف الاضحوكة الحكومية المستمرة في تعاطيها مع هموم المواطن والشأن العام.
ندعوه ان يتركنا ونطلب منه الا ينطق باسمنا فنحن لم نخوله بذلك.