بدأت ألاحظ منذ مدة ازدهار ظاهرة الشتامين ولا اعني أولئك الذين في الشوارع والأسواق بل الذين يزعمون أنهم يفهمون في السياسة فيعجزون عن تشخيص الداء ومن ثم وصف الدواء مما دفعهم إلى المهاترات وإعلاء الصوت والمزايدة وادعاء البطولة و التسابق في مضمار الشتائم واختراق الخطوط الحمراء .
نعم ظروف أمتنا السياسية لا تسر ولا تفرح بل الليل مدلهم والأفق مسدود والمبشرات لا تكاد تبدو لكن كل ذلك لا يشفع للشتامين باستخدام هذا النهج المعوج المزايد والذي لا يسمن ولا يغني على أرض الواقع ، فالأمة لا تنهض بالشتائم ولو كان للشتائم أثر لحررنا فلسطين ولهدمنا أمريكا !!
الشتائم لا تقدم ولا تؤخر بل تلهي عن الهدف وتبعدنا عن التفكير السليم الهادف .
الشتائم سلاح المفلسين ولا ينبغي للعقلاء ان يقبلوا بها ولا يجاملوا أصحابها حتى لا تكبر رؤوسهم فيظنون انهم على شيء بينما هم سراب بقيعة يحسبها الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا" .
على العقلاء ان يلجموا الشتامين ويرجعونهم عن هذا النهج الغوغائي المتخلف فالحضاريون وحدهم هم القادرون على تجميل المشهد وتقديم البدائل اللازمة لتغيير الأوضاع نحو الأفضل .
ولنا في الأمم التي نهضت درس كبير ، فالعمل هو الأساس بينما الشتائم آخر ما يفكرون فيه . صدقت يا رسول الله ( المؤمن ليس بلعان ولا طعان ولا فاحش ولا بذيء).